العاصمة أونلاين - فؤاد محمد

ماذا لو أن أحداً فقد اثنين من أطفاله جملة واحدة؟ كيف ستتخيلون موقفه؟ وماذا لو أن أحداً وجد ثلاثاً من بناته الطفلات وقد فارقن الحياة بدوسة قدم؟

ماذا لو قيل إن أحداً ممن تعرفون بات بلا زوجة وبطفلين معاقين بين عشية وضحاها؟ هل تستطيعون استحضار موقفه أو ردة فعله؟ وهل تستطيعون إدراك كيف يرى مستقبله بعد أن وجد مستقبله معاق؟

بكل تأكيد سيكون الوضع صادم للكثير وأكبر من أن يتم تخيله؛ لكن في اليمن يحدث خلال شهر واحد فقط أن يقتل 5 أشقاء وأن يفقد رجل زوجته ويتحول 2 من أطفاله إلى معاقين؛ بفعل الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية في كل مكان مرت منه (الطريق العام - المزرعة - المرعى - الحي السكني).

خلال يناير الماضي قال موقع "الثورة نت" إنه رصد 11 حادثة انفجار ألغام أودت بحياة 21 إنسان بينهم 6 أطفال وامرأة، وتسببت في جرح 21 إنسان آخر بينهم 7 أطفال وامرأة، وسط صمت مطبق من قبل المنظمات الأممية والمجتمع الدولي تجاه هذه الجريمة التي تهدد مستقبل اليمن لعشرات السنين.

ولعل أكثر ما يلفت الإنتباه في ضحايا الألغام التي تم رصدها خلال يناير هو أن معظم الضحايا من المدنيين ؛ وأن أكثر من 35% من الضحايا هم أطفال ونساء، بينهم 3 شقيقات، وشقيقين فقدوا حياتهم في حادثتين منفصلتين، بينما فقدت إمرأة حياتها وأصيب طفليها إصابات بليغة؛ فضلا عن مقتل 5 خبراء أجانب من أربع جنسيات أوروبية وآسيوية وإفريقة.

بلد ملغوم

يصنف تقرير برنامج (ACLED) الدولي اليمن بأنها “أكبر دولة ملغومة” منذ الحرب العالمية الثانية؛ كاشفاً النقاب عن مقتل ما لا يقل عن 920 مدنيا يمنياً بحسب التقديرات منذ 2016 ؛ فضلاً عن آلاف الجرحى.

وبحسب التقرير فإن ضحايا الألغام في ازدياد مستمر، وأن شهري ديسمبر ويناير الماضيين هما الأعلى من حيث معدل ضحايا الألغام التي زرعتها المليشيا منذ أن بدأ البرنامج رصد أحداث العنف في اليمن عام 2016.

وفي حين توقع التقرير أن يكون عدد الألغام التي زرعتها المليشيا أكثر من مليون لغم أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام «مسام» عن نزع 7,183 لغمًا، موزعة على 89 لغمًا مضادًا للأفراد و2,322 لغمًا مضادًا للآليات و284 عبوة ناسفة و4,487 ذخيرة غير منفجرة.

وبالتزامن أعلن الجيش الوطني أن الفرق الهندسية أتلفت في 30 يناير أكثر من 7 آلاف لغم وعبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية قبل فرارها، من مواقع في مديريتي كتاف والبقع، والمثلث الرابط بين محافظتي صعدة والجوف.