قال الله تبارك وتعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [النور: 36 - 38].

 وقال سبحانه: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]

وقال عزَّ مِن قائل: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ﴾ [التوبة: 18].

• وعن أمير المؤمنين سيدنا عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة)) رواه البخاري

• أيها الأعزاء الكرام .. إنَّ لهذا المسجد المبارك قصة نوردها بإيجاز :

في إحدى الأيام، وبالتحديد قبل عامين، الحاج/ أحمد عبد الله الشيباني، مؤسس ومالك مجموعة شركات أحمد عبد الله الشيباني، قام بزيارة تفقدية لمناطق بني شيبة الشرق، وأثناء زيارته وصل إلى قرية نائية، في أقصى المنطقة، فسأل من كان معه: 

- لماذا لا أرى مسجدا في هذه القرية، مثل بقية القرى؟!

فقالوا له : أصلا هذه منطقة مهمشين .

- فسألهم باستغراب: ومن الذي همَّشهم؟! 

هؤلاء منّا وفينا، هؤلاء أحفاد سيدنا بلال رضي الله عنه، أول من نطق بالأذان أمام خير الأنام، صلى الله عليه وسلم، فكيف يسمونهم مهمشين، وكيف لايوجد معهم مسجدا ، وهم يصلُّون كصلاتنا، وربما يكونون أكثر قربا إلى الله من كثير ممن يسمونهم مهمشين؟!

طلب الحاج / الشيباني من مرافقيه بأن يصعدوا به لهذه القرية، وهناك التقى برجالها الطيبين، وجلس معهم، وسألهم عن أفضل مشروع يتمنونه في قريتهم؟

فكان كما توقع .. طلبوا مسجدا يصلون فيه، لأنهم يصلون في مصلى صغيرة، مفتوحة للشمس والمطر، وفيه مدرسة ليتعلم ويحفظ أبناءهم القرآن الكريم .

فذهب رجل البر والإحسان معهم لمعاينة المصلى، وقال لهم أبشروا.. سأعود الآن، وأوجه المؤسسة الخيرية، فورا ببناء مسجد لكم، ونعتمد لكم مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، ضمن مدارس الهدى لتحفيظ القرآن الكريم ، التابعة لمجموعة الشيباني .

وهذا مافعله الحاج الشيباني بالفعل، فقد وجه ببناء هذا المسجد، وتجهيزه بأقصى سرعة، بجميع توابعه ومرافقه ، واعتماد مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم. 

⭕ وتحقق الحلم :

خلال عامين تحقق حلم "أحفاد بلال"

كان افتتاح هذا المسجد المبارك، من قبل الحاج / أحمد عبد الله الشيباني، حفظه الله ورعاه، وكتب له هذا العمل الجليل في ميزان حسناته ، وافتتاح مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم. 

وبعد قصه شريط الافتتاح، زار الشيباني المسجد ومَــرَافقه، وصلى فيه مع بعض أهالي القرية ، وأوصى بعض أبنائه الذين كانوا برفقته ، وبالأخص المهندس/ أمين الشيباني "مدير مؤسسة الشيباني الخيرية ، بأن يظلوا متابعين ومنفذين لكل احتياجات ومتطلبات الجامع الجديد وحلقات تحفيظ كتاب الله تعالى في هذا الجامع .

وفي شهر محرم المبارك، أقيمت أول جمعة، في هذه المنطقة، وصدَح أحفاد بلال بالأذان مجلجلا صوتهم بين الجبال، يهتفون لله المتعال "الله أكبر .. الله أكبر" أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله .

ومع صوت أول أذان ، في جامع " أحفاد بلال " ببني شيبة الشرق ، هبَ للصلاة فيه رجال لاتلهيهم تجارة، ولابيع عن ذكر الله .

كما أقبل للدراسة فيه أشبال ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، بكل حماس وشغف لطلب العلم .

جزى الله رجل الخير والإحسان "الشيباني" وأبناءه خير الجزاء ، وشكرا لهم على إنفاقهم السخي على مثل هذه المشاريع الخيرية المباركة .

الجدير بالذكر أن الحاج /أحمد عبد الله الشيباني أطال الله بعمره ، وأمدّه بالصحة والعافية، لم يمنعه سنه المشارف على التسعين عاما، من الاهتمام بإنشاء مثل هذه المشاريع الخيرية والتعليمية، حرصا منه على تشجيع أهل القرية على الاجتماع للعبادة، وليعلموا أبناءهم كتاب الله عزوجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتعليم القراءة والكتابة ، ودروس الفقه والتفسير والسيرة المباركة ، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم .

 شكرا للحاج/ أحمد عبد الله الشيباني، "السبّاق دائما" فكما عهدناه سبّاقا في خدمة وطنه كأول مؤسس لمجموعة صناعية عائلية في اليمن، عندما وضع اللبنة الأولى للصناعة الوطنية ، من خلال تأسيس شركة كميكو للطلاء والكيماويات المحدودة ، التي تحتفل هذا العام بيوبيلها الذهبي ٥٠ عاما ، فقد عهدناه أيضا سبّاقا في أعمال ومشاريع الخير، وخير شاهد إنشاء مثل هذا المشروع الخيري والمبارك " جامع ومدرسة " في بني شيبة ، وغيره من المشاريع والأعمال الخيرية في عدة مناطق من الجمهورية اليمنية .