عمر الحار 

كان مستشفى عتق مريضا وسيدخل قريبا غرفة الانعاش ،وهو يعيش حاليا على حالة التنفس المالي وبمجرد ايقاف عملية ضخها عليه سيتوقف في اللحظة .

وحالة كالتي وصلها المشفى الاول لمحافظة بحجم شبوة مدعاة لسخرية والبكاء في وقت واحد .

حالة شكى منها المحافظ وبكيت من شكواه ،ومن يومها والمشفى يواصل انحدار نحو الهاوية وتزداد حالته تدهورا رغم ارتفاع جباية خدماته الى مستويات لا تصدق ،كنت بالامس امشي في رواق المشفى واذا بقريب لمريض بالسرطان يشكوا العجز عن دفع رسوم اشعة مقطعية لمريضة المطالب بدفع ستين الف ريال قيمة الاشعة ،التي سعدنا كثيرا بقدومها المشفى نظرا لمعاناة المرضى وحاجتهم لهذا النوع من الاشعة التشخيصية ،ولكني صدمت من هول الرسوم عليها مما جعلني اتسأل مع نفسي عن الجدوى منها ومافائدة المرضى منها وهي مخصصة لفئة التجار ومن في مستواه من المحظوظين في زمن الغفلة ،وبدافع من فضولي المهني قلت لمرافق المريض الم تكن هناك رسوم منخفضة لاصحاب الامراض المستعصية قال بلى وتصل الى خمسين بالمائة ،وفهمت بان المطلوب منه ثلاثين الف ريال فقط وهو مبلغ في نظري مهول وغير معقول ان تصل رسوم هذه الخدمة الى هذا الرقم الذي اعجز عن توصيفه لانه لم يبق على شي في منافسة القطاع الخاص الذي ربما يقل الرسوم فيها ،وهذا نوع من الطرد المنظم للمرضى وتوجيههم بدون اشعار الى قطاع التجار اي المرافق الخاصة التي تتساوى فيها الخدمات الفندقية والطبية ويخرج منها المريض مشلح صحيا وماديا .

وافتاني رجل من اهل المشورة عن سر الازدحام الشديد في حرم المشفى وقال انها عادة ماتكون في ايام تواجد الاطباء الاخصائيين في العيادات الخارجية ،وبدد شكوكي المثارة في الرأس لان الاقسام الداخلية تكاد تكون فارغة .

وما كان للادارة الجديدة ان تصلح ما افسده الدهر في المنشأة وستظل تحرث في البحر وتعتمد على مزيد من الاهلاك المالي الذي لن يجد نفع بقدر مايزيد من كبر كرة الفساد التي تكبر مع المنشأة وقاربة على بلوغ المشيب معها .

على قيادة المحافظة الاستفادة من الدرس والاستعداد المطلوب لافتتاح المنشأة الجديدة على ان يكون افتتاحها فاتحة لامالنا وطمحواتنا فيها ،ولن يتحقق ذلك الا باستيعابها لمقررات خبراء الادارة في شغل الوظائف العامة وخصائصها وتوصيفها وباشتراطات الخدمة للمرشحين لهابدون ذلك سنعمل على نقل العدوى لها وتهيأتها للاصابة بفيروس الفساد والموت المبكر لها .

وعلينا الابتعاد كثيرا عن مثالية التفكير بمحاولات ابعاد مهنة الطب عن الامراض الادارية التي اصابة الوظيفة العامة واصبحت تنخر هياكلها حتى النخاع .