● رياض السامعي

.............  

وقالت نسوة في الحي 

امرأة من الحي المجاور روادتني الآن عن نفسي

أغلقت أبوابها حولي وقالت هيت لك

..........

وتقول جارتنا لجارتها

رأيته في مرايا القصر تحمله الجواري

على أرائك رقصهن

كان يبدو كالقصيدة واقفا

ومن نهد إلى نهد يسير .. 

وفي شغف الأميرات اللواتي نضجن على يديه

كان يرمي بالأغاني

ويراقص الأجساد حتى مطلع الفجر الجديد.

..........

فتقول جارتها لجارتها

هل سمعت الآن ما قالته جارتنا

عن الفتى الغض المعطر بالنساء وبالمرايا  

عن نسوة  .. قطعن أيديهن من شغف عليه

........

وتقول جارتها لجارتها .. وجارتها لجارتها

وجارتها الأخيرة للفراغ

لم يكن شابا يجيد الرقص

حين أعطته الرياح مفاتن الكلمات

واستملحته نساء مصر والدمشقيات

ورسمن صورته على أفخاذهن نساء بابل والحجاز

.......

لم يكن طيشا ولا عشقا طريا

حينما اغتسلت غريزته بماء أنوثتي

ورويت من أشيائه جسدي

كانت سنة الإيقاع تأخذني إليه.

.......

وقالت نسوة في القصر

عاشقة من القصر المجاور قد أطلت من قصيدتي الأخيرة كي تراودني على نفسي

فاغتسلت بداخلها لتحمي من مكيدتهن قلبي

وقلن بأنهن رمقنها تمشي على أطرافها 

لتشق صدري بالحنين وبالشجن.