عمر الحار

حزين صباح الكويت وكئيب، وحزين صباح العرب، حزين صباح اليمن، وحزينة اشراقة ايامها على الصباح، وقد مسها الوجد على رحيله وحزنت عليه، على مابها من مصاب وبلوى، وبكت لفاجعة رحيله،وغرقت في  بحور من الدمع والاحزان،واستشعرت برحيله مآسي رحيل الوطن بماضيه وحاضره ومستقبله ، ووجد اليمن على فراقه لا يوصف ، وهي من تجرعت مرارة  الظروف التي لم تعش لها مثيلا اليوم، وتتقلب على آساها لست عجاف، بعد ضياع الوطن، الذي لم تبق لها الايام من دنياه الا مزيد من الاحتقان و بحر ساخن من الدم والذكريات ، وهاهي تمضي مغمضة العين، مكبلة الارادة، ومشلولة القرار والاقرار في الوجود.
امتزجت  الاحزان اليوم على فراقك الابدي وعلى ضياع اليمن، وتضاعفت بلوها برحيلك المفاجئ عن دنيا الفناء الى دار الخلود، طابت لك مستقرا ومقاما، وانتم من عبدتم الطريق اليها بكل عمل مرضي لله ومزجي بدعوات كل الشعوب العربية الغارقة في جمائل صنائعكم معها، وان تأتي بلادي اليمن المفقودة في الصدارة منها، و لم نستطع ان نوافيكم الحق الكريم وحق الكويت العظيم علينا،سنظل نحن الي مواقفكم العروبية الخالدة ويستبد بنا الحنين اليها.
ياصباح العروبة ونور الكويت، ستبكي رحيلك كل الشعوب التواقة للحرية والحياة الانسانية الكريمة،يا اخر حكماء وامراء العرب،وطبيب جراحاتهم في هذه المرحلة الهوان من تاريخهم دولا واوطانا وحكومات وشعوبا بلا استثناء، وليس البلدان المنكوبة من وطني العربي الكبير بالاسم والثروات والتاريخ فقط بل والمسلوبة الارادة والثروة والتاريخ معا، ستبكيك بلدان العرب من المحيط الى الخليج، وقد تموت مع شعوبها من الوجد عليك بعد فقدانها لعلم وصدر عروبي اصيل في المواقف والملمات التي عصفت بها دولة بعد اخرى حتى لم تبق لها هوية او سيادة او قرار.
ولا ادري كيف نتاسى بفراقك المسبوق بفراق الوطن الذي نعيش علي اديمه الطاهر اخوة اعداء، يشربون دم الضغينة والبغضاء كل يوم ويشبعون من لحومهم الضامرة في جبهات القتال والممزقة اشلاء بالرصاصات الثاقبة والناهشة لماتبقى من انسانيتهم وموتهم موتة الجاهلية الاولى.
صباح العرب ، نموت مع الوطن كل يوم وسنموت  الف مرة برحيلك كل يوم، وانا تطيب لنا الذكرى او السلوى بعد رحيلك المسكون  بالوجع وبالحنين اليك.
صباح الكويت الحزين له طعم حزن الفراق على صباحكم الجميل،المملوح بفراقنا لوطن ودمع الوطن ودم الوطن المهدور مع حياة الانسان،ولا شئ  ينسينا رحيل الامير الحكيم بعد حياة حافلة بالمكارم والمواقف والتاريخ، التي ستبقيه خالد الذكر والذكريات في قلوب ابناء العروبة واليمن، ولم يكن لها ان تنساه حيا وميتا وهو  اكثر القادة احسانا اليها، ولا تنسها ايها الراحل الكبير عند رب مقتدر وخصها بالدعاء في حضرت الملك، ومحفل الانبياء.
سلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا، يافقيد اليمن ، واخر اميرا واخر حكيما للعروبة الضائعة.