عمر الحار 

قرارات اخر الليل اقدار ادارية صاعقة لمديري الادارة العامة المعنيين بها ،وتمكن قوتها في قوة مفاجأتها الصادمة لهم ،وتجعل اقرانهم من المدراء يستعيذون منها مع اطلالة الساعات الاواخر لكل ليلة ، ويكتفون بالعبرة منها ويخلصون النوايا فيما يشغلون من مناصب تلزمهم القيام بواجباتهم الوظيفية على الوجه المرضي وتشعر المستفيدين من خدماتهم الادارية بالاطمئنان على ولايتهم وتتولد في دواخلهم عوامل الثقة معهم وتتعزز كل يوم .

وكل نظام اداري ناحج له موجه ونظام رقابي شارح لكل صغيرة وكبيرة في حياة القيادي وتصرفاته وتقييم ادائه المهني بصورة خفية و جلية مع اعتماد معايير الشفافية في هذه الاجراءات الاحترازية التي تقيم السلوك الشخصي للموظف العام في اي درجة وظيفة يشغلها والنأي بهذه العملية عن كل انواع التجني او الاستهداف المقصود والمرضي لمزاج رجل القرار الاول بالمحافظة .

وقرارات المحافظ التي قدمها بغتة على موائد سحر اليوم الاثنين لها وقعها العنيف على جمهور الموظفين ،لانها تحمل انذارات اوليه لكل مقصر في عمله وواجباته ،وتوحي بان الكل واقع تحت عين الرقيب ،ولا نجاة لاحد منهم ولا حماية لهم من الامراض الادارية التي تفتك بالقيادات منهم في الاول والاخير وتأتي على من اصيب بعدوى الفساد من الطابور الاداري لهذا المرفق او ذاك .

ولم تشفع الصداقة الحميمة التي تربط معالي المحافظ مع بعض من المشمولين باقدار فجر الاثنين ،وظهرت شمس الحساب عليهم وعلى ادارتهم وفي ذلك تكمن العدالة في الانصاف والعقاب ،وتطبيق مبادئها بالصورة التي تظهر جانب من جوانب شخصية الرجل الاول بالمحافظة واستشعارة بعظمة المسؤولية الملقاه عليه امام الله والقيادة والمواطن ،وتعززت هيبته القيادية والشخصية في مختلف الاوساط وجعلها تثق في كل خطوة يتخذها ،وتؤمن بخدمتها لصالح العام بالمحافظة وتتنفي منها دوافع الغبن والتجني وفي ذلك عين الحكمة والصواب .

المحافظ عين وراقب وعزل مع اخذ ترابية النظام الاداري في هذه العمليات الوظيفية وعمل وفقا وصلاحياته القانونية التي تخوله بالقيام بمهمة الاصلاح في الادارة العامة وتطهيرها من امراضها البيروقراطية المزمنة .

قرارات اخر الليل ستجعل كل شاغلي الوظيفة العامة بالمحافظة يستغفرون منها مع اطلالة مفاتيح ايامهم، وقد تتحقق بها مقاصد واهداف الاصلاح الادراي المنشود .