عمر الحار .

ثارت عدن والقت بثقلها الجماهيري على الرئاسة والحكومة والتحالف ، لتشفي غليل المواطن اليمني في مختلف المحافظات والمدن والقرى اليمنية ، وان طال الانتظار لثورتها ، لكنها جأت كاعصار عاصف نتوقع ان يعم جميع محافظات اليمن المحررة وغير المحررة ، فما تعرض له المواطن اليمني قرابة ثمانية اعوام يفوق الوصف ، ولا يمكن لطاقة الانسان ان تتحمله في كل الاحوال ، ولا يصدق صمته القاتل على الموت القاصف  لحياته من كل اتجاه وبشكل يومي ،وشئ لايصدق غياب وعيه العام ، وغمض عينيه على من يخطط  لموته بالحرب وبالجوع وبالامراض وبالغلاء وبالفساد ، مع سبق الاصرار والترصد ،والقبول والاستسلام المذل لزوال شعب من على ظهر الوجود . 

ونتطلع ان تتواصل ثورة الغضب الجماهيري في عدن والعمل على التصعيد اليومي لها ،وتواصل توقف الحركة في المدينة التي ارادوا قتل الحياة فيها او شللها من سنين وضربها بالغلاء الفاحش ،وضياع الحقوق،واشاعة الفوضى ،وغياب العدل ،وتعطيل النظم والقوانين ،وتفشي الجريمة والمخدرات ، وموت الضمير ،وان كان مايجري فيها عبارة عن نسخة مكررة لذات المخطط الاجرامي الممنهج لتدمير البلاد والعباد  في كل مدن اليمن .

ونتمنى ان تصمد عدن في ثورتها وترتقي الى مستوى اهدافها الوطنية ، وعدم الانجرار لمحاولات حرفها عن مسارها الحقوقي الصرف ، نريدها ان تكون عنوانا للانسان اليمني المغلوب على امره اليوم ، وهي خير من تمثله وتعبر عنه  في مدنيتها وتاريخها الحضاري العريق . وتظل الحاضنة والوراثة لطابعه المجتمعي الحميم والعميق . 

ونطالب عدن بالصمود الثوري المعروف عنها ، و الممثل الحقيقي لهويتها في كل المراحل الصعبة ، نريدها ان تعبر عن ارادة الشعب اليمني ، وتنتصر لمظالمه من الانقلابات والحكومات والتحالف ، و تنتصر لضميرها الوطني الحي الذي لا يموت .

وبداية الغيث قطرة من عدن على امل  اندلاع ، واندفاع هدير سيول الغضب الجماهيري في بقية المحافظات والمدن اليمنية ، وارادة الشعوب لاتقهر ،وربما اصبحت القوة الحقيقة على الارض ، و تمكنت من تحقيق ماعجزت عنه السياسة والحرب ، واصبحت صاحبة الفضل ، وصاحبة الحق في استعادة الدولة ونظامها الجمهوري .