للكاتب/أحمد عبدالحق الإبراهمي

تحاول أمراة سمراء وحدها اقناع الجميع انها لم تأخذ ريالا واحدا من اي شخص في عيادة "الاذن والانف والحنجرة" وأنها لم تجد أي شيء ثمين.

بينما المشرف كان يوبخها

يفزع الشريف لسمعته فهي كل الذي لديه، ومثل ارملة تجمش على ايتامها، تحلف بالله أنها لم تجد شيئا بكبرياء أنثوي وبطن خاوية. قاموا يفتشونها في غرفة مجاورة، وقد اجترئون على كبرياء الله في شرشف الفتاة وهي تحلف بكل ماهو مقدس انها لم تجد أي مفقودات.

تؤدي عملها بجهد بينما كان الأطفال يلاحقونها بتعجب ويصفونها بالوحش كانت تحاول لو أنهم يتركونها تحبهم،

لسبب بيولوجي تغيرت ملامحها وكانت فتاة عادية للغاية غير أن البشر بكل الذي انطوو عليه من توحش منحوها لقب أبشع امرأة وجدوها او سمعوا عنها ولصة في نفس الوقت.

تمام الساعة الحادية عشر صباحا كنتُ انا انتضر دوري لأدخل على الطبيب، بينما هي قد أنتهت من غسل ومسح أرضية صالة الانتضار وانزوت في الركن تنشج بالبكاء.

قالت : أنا أحترمهم , هل علي أن أكون جميلة ليبادولنني الاحترام ايضا؟

لا أدري ما إن كانت قد ماتت تلك اللحضة أو قبلها بزمن، ربما لحظة ظهور التعب على ملامحها وربما لحظة سماعها بعض الأمهات يحذرن ابنائهن من الاقتراب منها، وربما وهي تلحظ الكراهية في عيون الجميع. حتى بعد أتهامها بالسرقة وقد ثبت عكس ذالك وان المرأة التي فقدت "خاتمها" هي بالاصل قد نسيته بالمنزل ولم تنتبه.

أظنها تلك اللحظة إذ يتوقف شيئ ما في أعماق كائن يتمتع بروح ملاك ولكن في حشد من المسوخ.

إنه عالم قاس يا سيدتي 

فكرتُ في حلقك العاطش وانتِ تقسمين بكل شيء ولم يصدقك أحد، فكرت كيف انهم سيرون الكحل في عينيك الذاهلتين وقد كسروا كبريائك وشرفك واندثرت جثامين أنوثتك وبكيتِ.

ربما يعني لك احساسي هذا شيئا وربما لا 

لكن : اعرفي إلى حيث أنت أن شخصا ربما لم تسمعي عنه او تعرفيه، شخص رغم كل هذا يراك حيث كنتِ وحيث أنت الآن، روحا طاهرة تألمت ولم يلحظها أحد ، وأحس بكل ماتنطوين عليه من جمال الكائنات.