النسخة الكاملة
أخبار اليمن أخبار عربية أخبار أجنبية الأخبار السياسية مال وأعمال فن وثقافة علوم وتكنولوجيا مقالات منوعات فيديو ترفيه الرياضة تقارير عالم المرأة معلومات صحيه مهمه نعائم نيوز اختار لكم اكلات سريعه ومنوعه مبادرة نعائم للمحبة و السلام التماسك المجتمعي (Community cohesion) مكتب الصناعه والتجارة المجتمع إستطلاعات رأي ادارة عام شرطة تعز الصور ادارة عام شرطة تعز أنشطة منظمة NFOD مركز صحي...في كل خطوة حياة
إتصل بنا من نحن سياسة الاستخدام

قصص من قلب المعاناة

٢٦ مايو, ٢٠٢٥ الساعة ٩:٣٢ مساءً
القراءات : 976

نعائم خالد 

كان الجو حارًا جدًا، والشمس تلقي بأشعتها الحارقة على شوارع المدينة. كنت في طريقي، أشعر بالتعب والعطش، وفجأة لمحت بائع الآيس كريم يقف بجانب الرصيف. ناديت عليه: "تعال، أريد أن أشتري!"

اقتربت منه، وإذ بي أرى رجلًا كبيرًا في السن، يكسو وجهه وقار وعفة، لكن التعب والإنهاك كان واضحًا عليه. اشتريت منه الآيس كريم، ورغم حالته، كان يتحدث بلطف وبأسلوب يدل على أنه متعلم. فتحت فضولًا وسألته عن عمله، وكانت المفاجأة: إنه مدرس، ولكنه ليس مدرسًا عاديًا، بل مدرس لغة الإشارة.

أخبرني أنه يعيش في الطرقات وينام على متن سيارة هيلوكس قديمة لأحد أصدقائه. كان يبيع الآيس كريم ليعيل بناته وابنه وزوجته، الذين حُرم من رؤيتهم بسبب غلاء المعيشة. ورغم راتبه الذي يبلغ 95 ألف ريال، إلا أنه لا يكفي حتى للإيجار. يعيش مع أهله، وحتى بيع الآيس كريم لم يكن كافيًا لتلبية احتياجاتهم.

كان يتحدث وهو يضحك، لكن في عينيه كنت أرى حرقه قهر وكبرياء إنسان. تذكرت المدرس الآخر الذي أتعامل معه يوميًا، رجل بسيط يعمل على دراجته النارية. لم أكن أعلم أنه مدرس إلا صدفة. فاجأني بعبارة هزت مشاعري: "نسينا أن هناك ثلاث وجبات في اليوم." صمتت، وكانت كلماته كزلزال في قلبي، تعبر عن معاناة أمة دفنت تحت أنقاض الحروب والفقر.

لم تنتهِ الحكاية هنا، بل استمرت في مسلسل متعب. كنت أسير في الشوارع، أرى أطفالًا يحملون دلوًا من الماء، بدلاً من حقائب الدفاتر للبحث عن العلم. بجانبهم، كانت النساء يبحثن عن الماء، في مدينة تعز التي سمعنا عن حفر آبار فيها، لكنها لا تكفي لخدمة المجتمع المنهك من ويلات الحرب.

انتظرت حكاية أخرى مرتبطة بالعسكري الذي ارتفعت رتبته حتى عميد، لكنه لا يكفي راتبه لشراء الماء لشربه. إن اشترى الماء، لا يبقى له شيء لمصاريف المأكل والملبس وتعليم الأطفال، ناهيك عن الإيجار. كل موظفي الدولة عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية في وطن يُدعى "اليمن السعيد".

وفي ختام الحكاية، أدركت أن الكثير من الناس في هذا الوطن يعانون، حتى من لا يجد عملًا وأصبح عالة على نفسه وأسرته. هذه الحكايات ليست سوى جزء من واقع مرير، لكنني سأظل أرويها.

فانتظروا معي حكايات من قلب المعاناة، وناموا بسلام آمنين إذا وُجد ضميرٌ حي.



● أخبار ذات صِلة

أصناف البشر بين الذكاء والغباء… قراءة في طبيعة السلوك الإنساني وانعكاسها على واقع

٢٢ نوفمبر, ٢٠٢٥ 132

الإعلام الحكومي.. سلطة الكلمة ومسؤولية الدولة

١٧ نوفمبر, ٢٠٢٥ 166

راتبي في المصيف، وأنا في الجحيم!"

٩ نوفمبر, ٢٠٢٥ 780

"مكنسة عامل النظافة أقوى من بندق السلطة

٢١ سبتمبر, ٢٠٢٥ 3114

المضاربة بالعملة في اليمن: تحديات وحلول

٣ سبتمبر, ٢٠٢٥ 764

الشيخ موفق طريف

٢٧ أغسطس, ٢٠٢٥ 652

نعائم نيوز الاخبارية NaimNews ©2025
تطوير: شركة تطبيقات الويب العربية AwA