فيما يتعلق بموضوع بني جحاف الذي تحول إلى نغمة جديدة بدأ الكتاكيت الرقص على إيقاعها، واختراع قصص تدعو للسخرية، منها مثلا أن مايحدث في حجور هو بسبب اعتداء أهالي المنطقة على بني جحاف الأطهار، وإحراق منازلهم بما فيها من نساء وأطفال، وتدمير البيوت على أهلها، ونهب ممتلكاتهم وأموالهم، وما إلى ذلك من الزيف والأكاذيب التي يروجونها بشكل خبيث لاختلاق مظلومية جديدة يشبهونها بما يقولون إنه حدث في قرية الصراري بتعز.

من أجل ذلك..

نؤكد أن بني جحاف أجلاهم الحوثي قبل الحرب في مواكب فارهة، ومعهم متاعهم بما في ذلك الدجاج والبيض، نقلهم إلى صنعاء وصعدة كجزء من خطة المعركة،وقام بعد ذلك بتحويل  بيوتهم إلى مخازن أسلحة و مواقع عسكرية يقصف منها بيوت المواطنين منذ ثلاثة أسابيع.

 قبل يومين استطاعت المقاومة إخراج الحوثيين من تلك البيوت واستولت على مخازن الأسلحة كما هو مبين بالصور التي نشرها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي.

من يومها بدأ كتاب وصحفيون ونشطاء وساسة حوثيون يدقون على هذه النغمة ويلطمون كما لو أنها كربلاء جديدة دون حتى أن يذكروا ضحية واحدة، على الأقل حتى ولو من قطط وكلاب القرية الطاهرة، فضلا عن أطفال ونساء أهلها الطاهرين.

أقول هذا احتياطا، لأنني على ثقة أنهم سوف يستثمرون هذه المغالطات على أساس أنها انتهاكات عنصرية ومظلمة تاريخية في حق السلالة المظلومة المهضومة التي ظلت تتبتل في جبال وسهول اليمن لقرون من أجل أن يبارك الرب عبيدهم.

في البداية قالوا إن حجور قطاع طرق، ثم زعموا أنها حرب قبلية واستمات أتباعهم من أجل إقناع الناس بذلك لتكون مبررا لدخول المنطقة والسيطرة على الجبال، وحين فضحتهم المدفعية والدبابات والمدرعات والأسرى القادمون من المحافظات، حين سقطت ورقة التوت، عادوا من جديد لتأليف قصة إحراق البيوت على أهلها وصدقوا أنفسهم وبدأوا بالحديث عن الأخلاق والرحمة وحق الجار واحترام الآل والسراب والبلس.

 وليس ببعيد أن تخرج المنظمات الإنسانية جدا بتقارير وبيانات إدانة وتضامن، بينما هي تتغطى بالصمت منذ ما يقارب شهر من القصف والحرب على قرى وبيوت المواطنين في حجور الذين وقفوا على الأبواب للدفاع عن أنفسهم وأطفالهم ومراعيهم وأغنامهم وعن أطباق الكعك التي يحلم الحوثي بها كما هو الحال في مناطق أخرى اضطرها للعجين وتخبيز الكعك للوحوش الضارية التي يغزو بها المستقبل. 

يا أهلنا في حجور.. 

لا تهنوا ولا تحزنوا، لا تظلموا ولا تعتدوا، لا تهينوا أسيرا ولا جريحا، لا تقتلوا مستسلما ولا مستجيرا، ولا ترحموا غازيا أو تثقوا بمتربص. 

أيها الأبطال..

إلى جانب دفاعكم عن أنفسكم وأرضكم، حاولوا توثيق وتصوير  كل شيء بتلفوناتكم من أجل الله والحقيقة، فهؤلاء بارعون في تزوير التاريخ وشيطنة الملائكة والبشر .

عامر السعيدي