فقدان السمع لدى كبار السن .. عواقب وخيمة وحلول عملية

فقدان السمع لدى كبار السن .. عواقب وخيمة وحلول عملية
فقدان السمع لدى كبار السن .. عواقب وخيمة وحلول عملية

متابعات

يعد فقدان السمع من المشاكل الصحية الشائعة لدى كبار السن. وعلى الرغم من أن هذا الأمر يعد طبيعيا ولا يدعو للخجل، إلا أن معظم المصابين يرفضون استعمال وسائل المساعدة. وعلى أية حال يجب علاج هذه المشكلة من خلال ارتداء أجهزة السمع الطبية، وإلا فقد يؤدي فقدان السمع إلى عواقب وخيمة كالإصابة بالخرف.

وأوضح البروفيسور كريستيان بيتز، مدير عيادة الأنف والأذن والحنجرة في المستشفى الجامعي هامبورج/إيبندورف، أن جميع كبار السن يعانون من ضعف السمع بأي شكل، وقد يبدأ ضعف السمع في سن 40 في بعض الأحيان، وأحيانا في سن 60 إلى 65 عاما.

ويرجع سبب فقدان السمع المرتبط بالعمر إلى أن العمر الافتراضي لخلايا شعيرات الأذن الداخلية محدود، ويتعذر على هذه الخلايا تجديد نفسها. وأضاف البروفيسور بيتز قائلا: "يختلف هذا العمر الافتراضي من شخص إلى آخر".

صعوبة تمييز الأصوات

ولا توجد وقاية من هذا التدهور المرتبط بالعمر، ومع ذلك لا يشعر المصاب بفقدان السمع، بمعنى أنه لم يعد يسمع فجأة أو أن هناك بعض الأصوات لم تعد موجودة، ولكن يصبح من الصعب عليه تمييز الأصوات بعضها من بعض أو التعرف على مصادر الصوت الفردية، فمثلا لا يتمكن المصاب من متابعة حديث شخص بعينه أثناء الجلوس مع مجموعة من الأشخاص.

وأضاف البروفيسور الألماني قائلا: "يفهم المصاب الأصوات الأعلى بشكل مختلف عن الأصوات المنخفضة، وبالتالي لن يتمكن المصاب من تمييز الأصوات العليا في اللغة، كما يصبح التعرف على موقع مصادر الصوت أكثر صعوبة".

ومن جانبه، أوضح شتيفان زيمر، من الرابطة الألمانية لصناعة الأجهزة السمعية، أن فقدان السمع المرتبط بالعمر يتسبب في استياء الأفراد الآخرين في الأسرة؛ حيث يتجاهل المصاب رنين الهاتف أو جرس الباب أو ضبط الراديو والتلفاز على شدة صوت أعلى.

بالإضافة إلى أن المحادثات الجماعية أو المكالمات الهاتفية تكون مجهدة للمصابين، ولذلك فإنهم غالبا ما يكونوا منهكين ويعانون من القلق والتوتر وينامون بشكل سيء ويتجنبون التواصل الاجتماعي.

وأضاف زيمر قائلا: "يصبح الأمر أكثر إزعاجا عندما لا يتم سماع إشارات التحذير الصوتية، مثلا عند السير في حركة المرور". وهنا يلزم علاج هذا التدهور في حاسة السمع؛ نظرا لأن علاج الفقدان البسيط في السمع مبكرا قد يساعد في تطور الحالة المرضية.

عواقب وخيمة

وإذا لم يتم العلاج فإن حاسة السمع تتدهور بسرعة، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة تتمثل في العزلة الاجتماعية والشعور بالاكتئاب، علاوة على أن فقدان السمع المرتبط بالعمر قد يؤدي إلى تقليل المهارات المعرفية، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى الإصابة بالخرف.

وعلى الرغم من كل هذه المخاطر يرفض الكثير من المصابين اللجوء إلى المساعدة الطبية، وعلل زيمر ذلك بأن فقدان السمع المرتبط بالعمر يحدث تدريجيا، ولا يستفيد من الأجهزة السمعية سوى 20% من المصابين، الذين يرتدونها.

وغالبا ما يقلل المصابون من الأعراض، التي يعانون منها؛ لأنهم لا يريدون الاعتراف بأي إعاقة جسدية، وخاصة فقدان السمع، ونظرا لأن فقدان السمع المرتبط بالعمر يحدث في كلتا الأذنين، فإن المصاب يتعلم قراءة الشفاه بشكل حدسي، ولكنه لا يدرك ذلك بنفسه.

ويجب على الأسرة أو الأصدقاء الأخذ بزمام المبادرة؛ لأنهم يعانون أيضا من آثار فقدان السمع المرتبط بالعمر، ولكن من المهم إظهار التفهم في البداية، واصطحاب المصاب إلى أخصائي الأجهزة السمعية للتعرف على الخيارات المتاحة لعلاج فقدان السمع، وعلى غرار ما يحدث عند الإصابة بضجيج أو طنين الأذن أو الإصابة بالعدوى أو الفقدان المفاجئ للسمع، فإنه يجب استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لتحديد سبب الإصابة أولا.

وإذا أكد الطبيب على ضرورة ارتداء سماعة طبية، فعندئذ سوف يقوم أخصائي الأجهزة السمعية بشرح الموديل المناسب ويقدمه للاستعمال التجريبي، وبعد ذلك يتم ضبط السماعة الطبية تدريجيا ويقوم بتدريب المصاب عليها إذا لزم الأمر، وهناك الكثير من الأنظمة السمعية الحالية، التي تتيح إمكانية توصيلها لاسلكيا بجهاز الستريو أو التلفاز أو الهاتف.

ومع ذلك لا يزال هناك بعض الأشخاص لا يقبلون استعمال مثل هذه الأجهزة لاعتبارات جمالية أو أنها وصمة عار، وتظل إمكانية استعمال الأجهزة السمعية تمثل إشكالية لكبار السن.

وأشار البروفيسور بيتز إلى أن أهم خطوة هي أن يعتاد المصاب على ارتداء هذه الأجهزة، وقد تمتد فترة الاعتياد هذه لعدة أشهر، حتى يعتاد المخ على عدم سماع الأصوات العالية. وإذا كانت السماعة الطبية تقوم بتضخيم الأصوات العالية، فإنها ستكون مزعجة للدماغ، وينصح البروفيسور الألماني بارتداء السماعة الطبية كل يوم على الرغم من الشعور بعدم الارتياح في البداية

 

لاتنسى مشاركة: فقدان السمع لدى كبار السن .. عواقب وخيمة وحلول عملية على الشبكات الاجتماعية.

المصدر : هسبريس