نعائم خالد
في يوم الأغنية اليمنية، تتجلى أجمل صور الحياة في مدينة تعز، حيث يلتقي الحضور من مختلف الأعمار للاحتفال بتراثهم الفني والثقافي. من بين تلك الصور الباهرة، تبرز صورة طفلة صغيرة وشائب، يجسدان معًا روح اليمن الحقيقية.
الطفلة، بملابسها التقليدية الملونة، تعكس براءة الطفولة وأحلام المستقبل. عينيها اللامعتين تحملان شغفًا لا ينتهي، وكأنها تتوق لاستكشاف عالم الأغاني والألحان التي تمثل تاريخ عائلتها وثقافتها. تلوح بيدها الصغيرة في الهواء، ترقص فرحًا على نغمات الأغاني الشعبية التي تملأ الأجواء، وكأنها تقول للعالم: "أنا جزء من هذا التراث، سأحمله معي إلى المستقبل".
أما الشائب، فقد تجاعيد وجهه تحمل قصصًا من الزمن، وتجارب الحياة التي عاشها. يجلس في زاوية الاحتفال، يستمع بعمق إلى الأغاني التي تعيد له ذكريات شبابه. يبتسم عندما تتردد ألحان أغانيه المفضلة التي كان يرددها مع أصدقائه، ويستعيد لحظات السعادة والألم، الفرح والحزن، التي عاشها. في عينيه، يوجد حكمة الزمن، ورغبة في نقل هذا التراث إلى الأجيال القادمة.
تتداخل ألحان الأغاني اليمنية مع أجواء الاحتفال، حيث تبرز نقاط الالتقاء بين الأجيال. الطفلة تتعلم من الشائب قصص الأغاني، بينما الشائب يتأمل الأمل الموجود في عيون الأطفال. هذه اللحظة تجسد روح المجتمع اليمني، حيث يتشارك الجميع في الفرح والحزن، ويعبرون عن مشاعرهم من خلال الموسيقى.
في يوم الأغنية اليمنية، تحتفل تعز بهذا التراث الغني، وتظهر الصورة الجميلة للطفلة والشائب كرمز للتواصل بين الماضي والمستقبل. الأغاني ليست مجرد ألحان، بل هي جسر يربط بين الأجيال، ويعبر عن القيم الإنسانية التي تجمع الجميع. في تلك اللحظة، تتحد القلوب، وتصبح الأغاني لغة عالمية تعبر عن الهوية والانتماء.
بهذه الطريقة، يحتفل أبناء تعز بيوم الأغنية اليمنية، حيث تظل أحلى صورة تجسد الحياة بأجمل صورها، وتؤكد أن الفن هو ما يوحدنا ويعبر عن تجاربنا الإنسانية.
● أخبار ذات صِلة
أصناف البشر بين الذكاء والغباء… قراءة في طبيعة السلوك الإنساني وانعكاسها على واقع
٢٢ نوفمبر, ٢٠٢٥ 132الإعلام الحكومي.. سلطة الكلمة ومسؤولية الدولة
١٧ نوفمبر, ٢٠٢٥ 158راتبي في المصيف، وأنا في الجحيم!"
٩ نوفمبر, ٢٠٢٥ 776"مكنسة عامل النظافة أقوى من بندق السلطة
٢١ سبتمبر, ٢٠٢٥ 3108المضاربة بالعملة في اليمن: تحديات وحلول
٣ سبتمبر, ٢٠٢٥ 762الشيخ موفق طريف
٢٧ أغسطس, ٢٠٢٥ 652