فيروس كورونا: هل سيكون السفر بالطائرات آمناً بعد رفع الإغلاق؟

فيروس كورونا: هل سيكون السفر بالطائرات آمناً بعد رفع الإغلاق؟
فيروس كورونا: هل سيكون السفر بالطائرات آمناً بعد رفع الإغلاق؟

مصدر الصورة Reuters

كان الحد الكبير في السفر بالطائرة في الشهور الأخيرة أحد التبعات
الرئيسية لتفشي فيروس كورونا، إذ انخفض العدد اليومي للرحلات
الجوية بنحو 80 في المئة منذ بداية 2020.

وأوقفت بعض شركات الطيران أسطولها الجوي بالكامل، فيما ركزت أغلب
الشركات أنشطتها على رحلات الشحن الجوي، في محاولة لإمداد السلع
الرئيسية، وتحقيق بعض الدخل.

ولكن الآن تسعى شركات الطيران لتسيير رحلاتها قريبا.

وعلى سبيل المثال، تسعى شركة ريان إير إلى تسيير نحو 40 في المئة
من رحلاتها من يوليو/تموز. وتعتزم إيزي جيت استئناف بعض رحلاتها
من منتصف يونيو/حزيران. بينما تسعى إير فرانس وكيه إل إم
ولوفتهانزا إلى استئناف عدد محدود من رحلاتها في نهاية
يونيو/حزيران. واستأنفت شركة ويز إير المجرية رحلاتها بالفعل.

وفي بريطانيا، أصبح الموقف أكثر تعقيدا نظرا لاستحداث قواعد الحجر
الصحي للقادمين للبلاد بدءا من 8 يوينو/حزيران، والتي سيتعين على
القادمين إلى بريطانيا بموجبها أن يعزلوا أنفسهم مدة أسبوعين بعد
الوصول.

مصدر الصورة Getty Images

ولكن هل يمكن للمسافرين أن يستقلوا الطائرة ويسافروا بأمان أم هل
سيتعرضون للخطر؟

ما زال مرض كوفيد19- جديدا، ولهذا فإن المعلومات عن انتشاره وسط
المسافرين جوا محدودة. ولكن دراسات سابقة بحثت مدى انتشار أمراض
تنفسية أخرى، تسببت فيها فيروسات شبيهة بفيروس كورونا المستجد.

ووفقا للبيانات المتوفرة، يسعى المركز الأمريكي للوقاية من
الأمراض إلى تتبع المسافرين في صفي المقاعد التي تسبق والتي تلي
من ثبت إصابته بأمراض تنفسية معدية خطيرة.

وسعت دراسة أجرتها جامعة إيمري الأمريكية عام 2018 إلى إعداد
نموذج لتحرك أفراد الطاقم والمسافرين داخل الطائرة، وكيف قد يؤثر
ذلك على انتقال الأمراض المعدية.

وخلص الباحثون إلى أنه "من غير المرجح أن تتسلل فيروسات الأمراض
التنفسية التي تنتقل عبر الرذاذ، إلى أشخاص في محيط أكبر من متر
واحد من مسافر مصاب بالفيروس. ولذلك، فإن الإصابة مقصورة على صف
واحد أمام أو صف واحد خلف الشخص المعدي".

مصدر الصورة Getty Images

ويحذر الباحثون من أن بعض الذين أصيبوا بالمرض تعرضوا للعدوى في
المطار أثناء الاستعداد لاستقلال الطائرة أو عن طريق ملامسة أسطح
ملوثة، وليس عن طربق استنشاق رذاذ أشخاص مصابين، ويكونون في مرحلة
نقل العدوى إلى آخرين، وعادة تكون في أول 48 ساعة من الإصابة
بالفيروس وقبل ظهور الأعراض.

وتشير الدراسة التي تحاكي أجواء الطائرة أيضا إلى أنه نظرا لتحرك
طاقم الطائرة واحتكاكهم المباشر بالعديد من الركاب، فإنهم قد
يتسببون في العديد من حالات العدوى الجديدة. وخلص الباحثون إلى
أنه "من الضروري ألا يسافر العاملون في الضيافة على الطائرات وهم
مرضى".

وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن البقاء في حيز مغلق لمدة
طويلة سيؤدي حتما إلى نشر العدوى، فإن رئيس شركة إيرباص يؤكد أن
الحال ليس كذلك.

ويقول جون برايس دومونت إن الطائرات الحديثة مصممة بحيث يكون
الهواء نقيا للغاية: "بصورة حسابية، يجدد الهواء بصورة كاملة كل
دقيقتين أو ثلاث. وهذا يعني أن الهواء يجدد بصورة تامة 20 أو 30
مرة في الساعة الواحدة".

وبصورة مبسطة، فإن الهواء الذي يتم الحصول عليه من خارج الطائرة،
وعادة ما يكون ذلك عبر المحرك، يُخلط بالهواء المعاد تدويره داخل
الطائرة.

ويمرر الهواء المعاد تدويره، والذي عادة ما يعاد استخدامه للحفاظ
على درجة الحرارة ونسبة الرطوبة في المستوى الصحيح، عبر أجهزة
تنقية وتصفية تشابه تلك الأجهزة المستخدمة في المستشفيات. وقطر
فيروس كورونا المستجد 125 نانومتر، وهو ما يدخل ضمن الحيز الذي
يمكن لأجهزة التنقية داخل الطائرة تصفيته وتنقيته.

ويقول دومنوت إن "لأجهزة تنقية الهواء مستويات، والأجهزة
المستخدمة في الطائرات من بين أعلى هذه المستويات. وهي تنقي نحو
99.97 في المئة من الجسيمات الصغيرة التي تماثل حجم فيروس
كورونا".

ويقول أيضا إن تدفق الهواء ذاته مصمم للحد من العدوى.

مصدر الصورة Airbus

وقال دومونت "يمر الهواء بصورة عمودية. يتم دخوله من فوق رأسك
ويخرج من أسفل قدميك، وهذا يجعل معدل انتقال أي شيء محدود للغاية.
وعلى ذلك لا يمكن للركاب في الصف الثاني، على سبيل المثال، أن
يمرروا العدوى إلى الركاب في الصف العشرين".

ولكن هل يكفي ذلك؟ فيمكن للمرور المنتظم للهواء من أعلى لأسفل أن
يختل عن طريق مرور المسافرين خارج مقاعدهم أو عن طريق مرور أفراد
الطاقم بين ممرات الطائرة، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير مسار
الجزيئات التي يحملها الهواء.

ويقول جوليان تانغ، أستاذ علم الفيروسات، إن أجهزة تنقية الهواء
لا يمكنها أن تلتقط جميع القطرات الصغيرة من الرذاذ الذي يحتوي
الفيروس قبل أن يلتقطها ويتنفسها أحد غير المصابين".

وتانغ أستاذ مساعد في جامعة ليستر البريطانية وأحد أفراد الفريق
الذي أعد دراسة نشرت الشهر الماضي عن انتقال فيروس كورونا المستجد
عبر الهواء في الحيز المغلق.

وقال تانغ "تنقية الهواء تنجح فقط في تدفقه بصورة كبيرة وعلى مدى
واسع، ومعظم العدوى في الطائرات ستكون على مدى قصير في المحادثات
وجها لوجه. الانتقال للرذاذ في مدى قصير هو ما يجب القلق منه في
الطائرات والقطارات والحافلات، هذا هو الخطر الأكبر".

ويُضيف تانغ إنه حتى إن كنت بعيدا، فإن هذا لا يزيل الخطر بصورة
كاملة: "فبقاء الفيروس المسبب لكوفيد19 محمولا في الهواء يعتمد
على عوامل متعددة. ويختلف الأمر من شخص لآخر، ويختلف وفقا لحالة
العدوى، ولا يمكنك الجزم أن كل القطرات ستسقط على مدى مترين".

مصدر الصورة Airbus

وأضاف "بعض القطرات الصغيرة قد تبقى معلقة وتنتقل لمسافة تصل إلى
16 مترا، وقد تكون حاملة للفيروس".

ووضعت رابطة النقل الجوي الدولية، التي تمثل شركات الطيران،
"خارطة طريق للأمن البيولوجي"، التي تتبعها الحكومات لإعادة فتح
مجال الطيران.

ولا تركز خارطة الطريق تلك على الرحلة ذاتها، ولكن على الوقت الذي
يتم قضاؤه داخل المطارات، وهو الوقت والحيز الذي يتوقع أن يلتقي
فيه الكثير من الأشخاص، وتريد الحد من ذلك الوقت بأقصى صورة
ممكنة.

وعلى ذلك توصي خارطة الطريق تلك بالآتي:


  • الحد من الدخول إلى صالات
    المطار



  • قياس درجات الحرارة لدى دخول
    صالات المطار



  • على المسافرين تقديم بياناتهم
    الصحية ومن يخالطهم قبل السفر



  • يتعين على المسافرين تجهيز
    بيانات استقلال الطائرة وبيانات الحقائب عن بعد قبل الوصول للمطار



  • استخدام الأجهزة دون اللجوء
    لموظفي المطار لوضع الحقائب وغيرها من الإجراءات