"مكنسة عامل النظافة أقوى من بندق السلطة

"مكنسة عامل النظافة أقوى من بندق السلطة
"مكنسة عامل النظافة أقوى من بندق السلطة

"

الكاتب/ أحمد عبدالحق الإبراهيمي

هذه أول مرة في تاريخ اليمن أن تكون مكنسة عامل النظافة أقوى من بندق شيخ قبيلة أو من مسؤول حكومي لا يقوم بواجبه.

وهذا يضعنا أمام حقيقة هربنا منها كثيرا: أن القمامة ليست في الشوارع بل في النفوس.

سرقتم يا قتلة حياة إنسان استثنائي، لكننا لن نمنحكم حقدنا. لا نعرفكم ولا نريد أن نعرفكم؛ أنتم أرواح ميتة. ولن نمنحكم هدية أن نحقد عليكم.

تكاد تعز تغرق في أكوام القمامة؛ فإذا غرقت فالقُمامة الحقيقية في النفوس وليست في الشوارع. وعلى عمال النظافة ألا يتراجعوا سنتمترا واحدا عن مطالبهم.

لا تستجيب السلطة في تعز ولا مجتمعنا المحافظ لمطالب الأقليات والفئات المسحوقة — نعرف ذلك — بينما تخضع بسهولة ومذلة لأولئك القادرين على الأذية: كقطع الطريق العام، وقتل الناس، وحماية القتلة والنهابين. وفور تسليم قتلة «أفتهان المشهري» للعدالة ستكون هذه أول مرة تستجيب فيها الدولة لإضراب سلمي ناعم.

إنها لحظة تحول عظيم. عمال النظافة لم يتخلوا عن دم مديرتهم التي منحتهم حياة وعمل واحتراما، بينما تخلى عنهم بقية هرم السلطة في تعز.

هذه الجريمة تكشف عن المستوى الذي وصل إليه اليمن في مواجهته للموت — الموت الذي يختطفك من كل مكان — وكأننا في واحدة من أكثر مآسي العنف فجاجة وخسة في التاريخ.

على ماذا قامت الثورة إذن؟

قامت الثورة ضد هذه الانفلاتات التي تنقص من حرمة الدم قبل كل شيء، وفي محاولة غبية لإيهامنا أن من حكموا اليمن سابقا ليسوا سوى قتلة؛ قامت الثورة على مخلفات الإمامة وإقطاعيات المشايخ والذهنية القبلية والعشائرية. قامت الثورة ضد أولئك الذين هتفت تعز يوما بأنهم قتلة.

عليكم لعنة الله يا انجس وأحط كائنات الأرض وأضعافها على وجه وروح من يتستر عليكم لأجل السياسة ومآلات الحرب والمصالح. الحرب، بهذه الجريمة تحديدا، تخبرنا إلى أي مدى وصلنا.

لاتنسى مشاركة: "مكنسة عامل النظافة أقوى من بندق السلطة على الشبكات الاجتماعية.