تعرف على المدونة الشابة التي تكشف أسرار "عمالقة التكنولوجيا"
كانت جين مانشون وونغ (23 عاما) أول مَن يطّلع على تفاصيل خاصية جديدة للمواعدة والتعارف وفرها موقع فيسبوك، وذلك قبل الإعلان الرسمي عنها.
واكتشفت أن شركة أير بي ان بي (Airbnb) كانت تختبر خاصية جديدة تساعد على إرسال تنبيهات إلى المضيفين المشتركين بموقع الشركة لدى وصول طائرات ضيوفهم بأمان في المطارات.
وتشتهر جين مانشون وونغ، وهي مدونة متخصصة في التكنولوجيا، بالكشف عن خصائص جديدة في التطبيقات والمواقع، والإعلان عنها قبل تدشينها رسميا.
وتستطيع المدونة الشابة رصد خصائص جديدة لا تزال قيد التجربة تخص تطبيقات شهيرة مثل فيسبوك وانستغرام. وتنشر التصميمات ذات الصلة عبر حسابها على موقع تويتر، الذي يتابعه عن كثب صحفيون ينتظرون بشغف الحصول على سبق صحفي.
ولذا، بينما تسعى شركات التكنولوجيا الأمريكية في وادي السيليكون لإضفاء نوع من الإثارة عند الإعلان عن مميزات جديدة لمنتجاتها، تكرس مهندسة البرمجيات المقيمة في هونغ كونغ جهدها لتعكر صفوهم.
"غضب شديد"
ويعد البحث عن الخصائص الجديدة للتطبيقات مجرد هواية للمهندسة الشابة جين وونغ، فهي لا تحقق مكاسب من أي سبق تنشره، رغم تلقيها عروض عمل لصالح مؤسسات إعلامية تستفيد من أخبارها.
لكن بعض ما تقدمه وونغ من أخبار يكون مهما لدرجة أنه يؤثر على سوق الأسهم.
فعندما أعلنت شركة فيسبوك، الربيع الماضي، عن خاصية جديدة للمواعدة، هبطت أسهم مجموعة ماتش غروب، التي تمتلك تطبيق المواعدة تندر وموقع ماتش.كوم، بنسبة تزيد عن 20 في المائة.
وحين نشرت المدونة الشابة، على صفحتها على تويتر، أول صورة للصفحة الرئيسية لموقع مواعدة فيسبوك Facebook Dating بعد أشهر قليلة، واجهت عاصفة من التعليقات تتهمها بأنها كانت تتلاعب بالسوق من أجل تحقيق أرباح لنفسها.
وعلقت جين وونغ على هذا قائلة "لا يفهم الجميع الحوسبة وأمن المعلومات، وأحيانا يبالغ الناس في رد فعلهم عندما يرون ما أنشره".
وأوضحت أن هذه الاتهامات تسبب لها في "ثورة غضب" على تويتر. وقالت: "شعرت بالغضب الشديد".
بداية مبكرة
على الرغم من كونها أحد قراصنة الكمبيوتر، إلا أنها تحاول تجنب المتاعب. حتى عندما كانت طفلة صغيرة، فإن حيلها كانت تميل إلى المزاح أكثر من كونها تشكل خطورة.
وقالت المدونة الشابة لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، إنها في بداية ممارستها للقرصنة كانت تتلاعب في برنامج يحسب سرعة الكتابة. ونجحت من خلال تغيير شفرة جافا سكريبت الأساسية، في اختراق البرنامج، وحققت المركز الأول في مسابقة على مستوى المدرسة.
وتدين جين مانشون وونغ، بالفضل لوالدها فيما يتعلق باهتمامها بالتكنولوجيا. ولا يعود ذلك لأنه شجعها على البرمجة، ولكن لأنه اضطرها لتعلم المهارات اللازمة حتى تتمكن من الوصول لكلمات السر التي كان يضعها لإغلاق كمبيوتر العائلة.
ومثلما كان يفعل والدها، يتعين على كبرى شركات صناعة التكنولوجيا في وادي السيليكون رفع مستوى الحماية لتجنب التعرض للاختراق من جانب أمثال هذه الشابة.
وقالت المدونة لبي بي سي: "منذ أن بدأت أحصل على بعض الاهتمام وبدأت الشركات في مراقبة تغريداتي، تعمل المزيد من الشركات على تحسين أمن تطبيقاتها".
وأضافت: "هذه إحدى النقاط التي تدفعني للقيام بهذا، فالشركات سوف تعمل على تحسين أمن التطبيق الخاص بها حتى يصعب اختراقه".
ضجة في وادي السيليكون
وتعرف الشابة أن أخبارها الحصرية تثير ضجة بين شركات التكنولوجيا، التي تقوم باختراقها بشكل منتظم.
فبعد نشرها صورة صفحة المواعدة الجديدة التابعة لفيسبوك، وجدت أن الشركة أضافت بسرعة شفرات خاصة منعتها من اقتناص المزيد من الصور باستخدام هاتفها.
وفي بعض الأحيان، تختفي سريعا الخصائص التي تعلنها عنها عبر حسابها، وهو ما حدث مع خاصية خرائط فيسبوك، بعد أن اكتشفت أنها تُظهر مواقع الأصدقاء القريبة.
كما اختفت صفحة عناوين الويب من فيسبوك، والتي كانت تكشف جميع شبكات "واي فاي"، المتاحة للجمهور في موقع معين، بعد أن نشرت تغريدة عنها.
وفي كثير من الأحيان، تضطر الشركات للاحتفاظ بتحديثاتها سرية حتى لحظات قبل الإعلان عنها رسميا. وتقول وونغ، على سبيل المثال، عندما أعلن موقع انستغرام عن إطلاق منصة عرض الفيديو بطريقة عمودية للهواتف IGTV، في الصيف الماضي، لم ينشروا الكود الخاص بالمنصة إلا قبل نصف ساعة فقط من الإعلان الرسمي.
وتوضح أنه عندما تختبر الشركات خصائص جديدة، فإنها عادة ما تضيف التعديلات على التطبيق، وعندها تقوم بإتاحة هذه الخاصية لبعض المستخدمين. وعند تدشينها رسميا، تقوم بتشغيل هذه الخاصية لدى جميع المستخدمين".
وتشرح أنه مع هذه الخاصية الجديدة في انستغرام، فإنهم استخدموا نهجا مختلفا، وقالوا إنهم فعلوا هذا "بسبب أشخاص مثلي".
حب التطبيقات
وتقول المهندسة الشابة إنها تقضي ما يصل إلى 18 ساعة في العطلة الأسبوعية لفحص الشفرة، هذا بالإضافة إلى عملها الذي يركز على كشف ثغرات في التطبيقات، والإبلاغ عن العيوب الأمنية للشركات قبل أن يتمكن القراصنة من اكتشافها واختراق البرامج.
إذا لماذا تفعل ذلك؟
تقول وونغ إن الكثير من دوافعها لهذا العمل تأتي من حب التطبيقات التي تستخدمها بشكل يومي، والرغبة في فهم التغييرات المقبلة.
عندما يتم إصدار تحديث لتطبيق ما، عادة ما يقتصر وصف التغييرات على الإصلاحات والتحسينات. وقالت "لا أجد ذلك شفافا بشكل واضح".
وقالت لبي بي سي إن تطبيقات ما يعرف بالهندسة العكسية تساعدها على معرفة المزيد عن الشفرة. وتسعى حاليا للحصول على درجة علمية في علوم الكمبيوتر من جامعة ماساتشوستس دارتموث في الولايات المتحدة، ولكنها حاليا أوقفت دراستها بشكل مؤقت.
وقالت "بمجرد أن أجد نموذجا أوليا (من أي تطبيق)، لن يستغرق الأمر سوى خمس دقائق للتعرف على شفرته. لكن في كثير من الأحيان أتعلم شيئا جديدا".
لاتنسى مشاركة: تعرف على المدونة الشابة التي تكشف أسرار "عمالقة التكنولوجيا" على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟