ألف حقيقة لكل صورة
معرض الفنون التشكيلية التي تقيمه رابطة إعلاميات تعز تحت عنوان ( نساء تعز ... جرح نازف وصمود يتجدد ) في إحدى قاعات نادي تعز السياحي برعاية المحافظ والذي افتتح السبت ٢٠١٩/٧/٦م بحضور الدكتور عبدالقوي المخلافي وكيل أول .
قصدته اليوم الأحد عنوة التاسعة صباحا، فشدتني ريشات الفنانين من كلا الجنسين وهم يرسمون معاناة نساء تعز بطريقتهم الخاصة، نعم من وحي الواقع الذي لا يزال مستمر التصعيد ومتتالي الإنتهاك، وتداخل معاناة الرجل والمرأة على السواء، ومن عنده إحساس ومشاعر لا شك أنه سيتوقف عند الصورة التي ورائها آلاف الحقائق وما استطاعت ريشة الرسام النزول إلى مستواها .
إن العالم الذي يندب المرأة والطفل وهو يبحث عن الصورة المعبرة عن الحقيقة يترك الحقائق للنسيان ويطلب الخيال، لا شك أنه هو القاتل الحقيقي ومسبب المعاناة، فلا يرحم طفلا رضيعا ولا عجوزا هرما ولا امرأة ثكلى، ولا يعدل في قضية مذ عرفناه، ولكنه يزداد تمتعا وحرصا على ما يرى ليجلب مدخرات الأحياء بلا حياء بحجة سد الحاجة وإغاثة الملهوف المعتر والقانع معا .
إنه الجرح النازف الذي يزداد لهيبه ويتسع مداره ويكثر ضحاياه ويقل مناصريه ولا يجد من يقوم بواجبه حق القيام، فتظهر الصور وتضيع الحقائق، ولكن الصمود الأسطوري ثبت الحقائق كما هي وقلب موازين الباطل على أعقابها، وزاد الحقيقة إشراقا وتلألؤا فرواتها اليوم على قيد الحياة يحملون مشاعل النور حلما بالغد القريب .
لم تعد المرأة مركونة منتظرة الأمر لتقوم بالواجب، إنها في ميدان المعاناة مقدامة شجاعة مقاتلة بوسائها المختلفة، تحمل الهم والأمل مع كل حاجيات الرجال فشرفها يقتضي أن تكون في مواطن النزال، فالغذا والدواء والكساء من أهم نشاطاتها، تجدها قريبة تثبت الحقيقة بالصوت والصورة المباشرة، يا لها من جبارة عنيدة، فهم الليل رصيدها الزائد ونهارها تزيين الموائد، إنها الأعجوبة التي شدت من أزر الرجال، وإن تراكمت عليها مآسي الدهر فهي لها .
أنصح بزيارة معرض الفنون مع التأني والوقوف، فتذكر مع كل صورة ألف حقيقة، سنجدها مبثوثة لمدة أربع سنوات حرب متتالية وهذه الخامسة، فالأشلاء لا زالت باقية على الجدران والنوافذ والسطوح والطرقات والممرات ومقبرة الشهداء تقرب المسافة، فوراء كل شهيد أما وزوجة وأختا وبنتا، تحكي خيوط المعاناة والصمود، مخضبة بالدموع والدما .
المرأة هي عرضنا الحي ورصيدنا المدخر، تشاركنا الهم، ودليل وثبتها رابطتها الإعلامية، جنبا إلى جنب مع الرجل فالمعركة واحدة الهدف والغاية، وإن أراد البعض جرها هنا وهناك، فالشاذ لا حكم مع وجود الكم الهائل من الأخوات اللاتي رفعن سيف الحق صوب الباطل، وإن كان لسان الباطل يملك رجولة نساءنا، فها هن يقلن هذا الفرس وهذا الميدان، نحن هنا أين أنتم، ولهذا من يعمل في الخفاء لا يمكن يوما الوقوف على قدميه، وإن ظهر اليوم بأسماء مستعارة لسيدات ينافحن عنه فهو علامة عجزه أمام الحق الأبلج .
إلى الأمام ايتها الأخوات الأعلاميات، ففخركن أنكن من مواليد المعركة ووقودها وروادها الأوائل، وهنا يعجز قلمي عن الحديث فمع كل إشراق وغروب حملتن ثقل تكاليف الغدو والآصال .
لاتنسى مشاركة: ألف حقيقة لكل صورة على الشبكات الاجتماعية.
المزيد من الصور حول ألف حقيقة لكل صورة:
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟