الجيش السوري يتجه شمالا بعد الاتفاق مع الأكراد
بدأت قوات الحكومة في سوريا الزحف شمالي البلاد بعد اتفاقها على مساعدة المسلحين الأكراد في مواجهة التوغل التركي.
وأفادت وسائل إعلام حكومية بأن الجيش السوري دخل بلدة عين عيسى، على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب من حدود تركيا.
وتعرضت المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين الأكراد في ائتلاف "قوات سوريا الديمقراطية" إلى غارات جوية مكثفة في مطلع الأسبوع، وبعدها سيطرت القوات التركية على بلدتين رئيسيتين بالمنطقة
وقتل في العمليات العشرات من المدنيين والمقاتلين في الجانبين.
وأثار انسحاب القوات الأمريكية، ثم الحملة العسكرية التركية، استنكارا دوليا، لأن ائتلاف "قوات سوريا الديمقراطية" كان الحليف الرئيسي للغرب في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وحذرت الجهات المستنكرة من أن تؤدي الحملة العسكرية التركية إلى عودة تنظيم الدولة الإسلامية وسط الاضطرابات الأمنية في المنطقة. وقال مسؤولون في الجماعات المسلحة الكردية إن 800 من أقارب مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية هربوا من مخيم عين عيسى، شمالي سوريا.
وتعتبر تركيا المسلحين الأكراد إرهابيين، ومرتبطين بتنظيم "حزب العمال الكردستاني"، الذي يقود تمردا ضد أنقرة منذ عقود، وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا.
وتسعى أنقرة لإبعاد المسلحين الأكراد من المنطقة المتاخمة لحدودها، لأنهم "يهددون أمن البلاد"، كما تريد إنشاء "منطقة آمنة" بعمق 32 كيلومترا داخل سوريا، يقيم فيها بعض اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم تركيا، والبالغ عددهم نحو 3 ملايين شخص.
ولكن مناوئي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يقولون إن هذه العملية قد تؤدي إلى "تصفية عرقية" للأكراد.
ما الذي نعرفه عن الاتفاق؟
قال المسلحون الأكراد في سوريا أمس إنهم توصلوا إلى اتفاق مع الحكومة يقضي بنشر قواتها على طول الحدود.
وأضافوا أن هذه القوات ستساعد "قوات سوريا الديمقراطية" في التصدي "للعدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي والمرتزقة".
ولا تعرف تفاصيل الاتفاق على وجه الدقة، ولكنه يمثل تحولا كبيرا في تحالفات المسلحين الأكراد.
فحين اندلع النزاع بين الحكومة والمعارضة المسلحة في عام 2011، لم تشأ الأحزاب الكردية في سوريا الانحياز علنا إلى أي طرف.
لكن عندما انسحبت القوات الحكومية من المناطق ذات الأغلبية الكردية لقتال المعارضة المسلحة في مناطق أخرى، استولى المسلحون الأكراد على هذه المناطق.
وفي عام 2015، أصبحوا شريكا حاسما للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حربه على تنظيم الدولة الإسلامية.
وتمكن المسلحون الأكراد، مدعومين بالغارات الجوية للتحالف، من إبعاد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من أكثر من ربع مساحة سوريا، وأعلنوا فيه "حكما فيدراليا".
ورفضت الحكومة السورية هذا الإعلان، وكذا التدخل الأمريكي في أراضيها، ولكنها لم تسع إلى استعادة السيطرة على هذه المناطق.
وقال أبرز الأحزاب الكردية إنه لا يسعى إلى الانفصال، بل يريد أن تتضمن أي تسوية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية حقوق الأكراد والاعتراف بحكمهم الذاتي.
ورفضت الحكومة السورية مطالب الأكراد بالحكم الذاتي.
ما هو موقف الولايات المتحدة الآن؟
جاء اتفاق أمس في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المفاجئ بسحب قواته من شمال شرقي سوريا، وهو ما فتح الباب للعملية العسكرية التركية ضد المسلحين الأكراد.
ووصف ائتلاف "قوات سوريا الديمقراطية" القرار آنذاك بأنه "طعنة في الظهر".
وقال ويزر الدفاع الأمريكي، مارك إيسبر، أمس إن البنتاغون قرر سحب 1000 جندي من شمالي سوريا بعدما علم أن تركيا تتوغل في الأراضي السورية بأسرع مما كان متوقعا.
وحذر من أن يجد الأمريكيون أنفسهم عالقين بين قوات متقاتلة فيما بينها.
وكتب ترامب على حسابه بموقع تويتر أنه "من الحصافة" عدم التدخل في القتال "من أجل التغيير"، مضيفا أن التدخل في الشرق الأوسط كان خطأ بالأساس.
ما هي المناطق التي سيطرت عليها تركيا حتى الآن؟
تزحف القوات التركية، مدعومة بمسلحين من "الجيش الوطني السوري" المعارض، منذ الأسبوع الماضي في عمق التراب السوري.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس إن قواته سيطرت على مساحة 109 كيلومترات مربعة تشمل 21 بلدة.
وأعلن في مؤتمر صحفي أن بلدة رأس العين أصبحت تحت سيطرة الأتراك، ولكن ائتلاف "قوات سوريا الديمقراطية" يقول إنه تصدى للقوات التركية وأوقفها في تخوم البلدة.
وأضاف أردوغان أن قواته تحاصر كذلك بلدة تل أبيض. وقالت جماعة "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارضة، ومقرها بريطانيا، إن الجيش التركي يوشك أن يسيطر على البلدة تماما.
وتعد بلدتا رأس العين وتل أبيض من الأهداف المهمة للحملة العسكرية التركية على المسلحين الأكراد.
وقالت تركيا أيضا إن حلفاءها في "الجيش الوطني السوري" سيطروا على طريق سريع - يعرف باسم أم 4 - يبعد بنحو 30 إلى 40 كيلومترا عن الحدود.
وتقع بلدة تل تمر، التي قالت القوات الحكومية السورية إنها دخلتها، على بعد 35 كيلومترا من رأس العين.
ماذا عن الضحايا؟
- أكثر من 50 مدنيا وأكثر من 100 مسلح كردي قتلوا شمال شرقي سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان
- يقول ائتلاف "قوات سوريا الديمقراطية" إن قتلاه بلغوا 56، أما تركيا فتقول إنهم 440 قتيلا.
- قتل 18 مدنيا جنوبي تركيا، بحسب تقارير تركية
- تقول تركيا إن 4 من جنودها و16 من حلفائها السوريين قتلوا في سوريا
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 160 ألف مدني نزحوا بسبب المعارك، وتتوقع أن يرتفع العدد بمرور الوقت، وتضيف أنها قلقة على موظفيها في المنطقة.
ماذا عن تنظيم الدولة الإسلامية؟
امتدت المعارك لتقترب من المخيمات التي يحتجز فيها عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم.
وأعلن مسؤولون أكراد هروب 800 من عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من مخيم عين عيسى.
ويضم المخيم نحو 12000 نازح، بينهم 1000 من النساء الأجانب والأطفال المرتبطون بعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقول تركيا إنها تتحمل مسؤولية السجناء من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إن هي عثرت عليهم خلال حملتها.
لاتنسى مشاركة: الجيش السوري يتجه شمالا بعد الاتفاق مع الأكراد على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟