«إيقاف الانهيار قبل إيقاف النار »
بقلم:محمد عبدالرحمن السفياني
يقف اليمنيون جميعهم – في مناطق سيطرة أنصار الله أوالانتقالي الجنوبي أوالشرعية- على حافة الهاوية بانتظار زلزلةٍ عاتية آتية لا محالة, ستذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت وستضع كل ذاتِ حمل حملها، وستجعل الناس سكارى وماهم بسكارى, وذلك بفعل تسارع وتيرة الانهيار الاقتصادي الكامل المفضي حتماً لانهيار مجتمعي شامل لا تقتصر تبعاته على تجريف ما تبقى من مقومات بقائهم على قيد الحياة فقط, بل تجتث منظومتهم القيمية والأخلاقية والثقافية أيضاً، وتزلزل بنية الأسرة اليمنية فتحولهم ليس فحسب الى متسولين بمذلة ومهانة وقهر على أبواب حانات المنظمات الانسانية (وإن شئت فقل اللا انسانيه احياناً) -وهوما يحصل ولو بشكل جزئي حالياً- , إنما يتعدى ذلك ليفصل أفراد الأسرة الواحدة, الذكور عن الإناث, والأطفال عن الشباب والشيوخ ويجعلهم يلوذون فرادى الى مخيمات جماعية في الداخل اليمني وعند اطراف الحدود البرية والبحرية بإنتظارِ لاتٍ غريب يغيثهم بكسرةِ خبز وماء ويدير شؤون حياتهم اليومية أو ينقلهم الى دولٍ اخرى عبر البر أو البحر.
وفي ظل ماساتهم المروعه تلك سيكونون عرضةً لعصابات الجريمة المنظمة العالمية, يتخذون منهم مادة خام للإتجار بالأعضاء البشرية والاِتجار الجنسي والمخدرات والتهريب والاستعباد اليومي بالعمل ليل نهار مقابل كسرة خبز وماء تبقيهم على قيد الحياة فقط!
وهذا هو المعتمل فعلياً في العديد من مناطق العالم التي تعرضت للانهيار.
وبينما يوشك اليمنيون على ولوج ذلك المشهد الفظيع من مشاهد افلام الرعب الهوليودية يطل عليهم المبعوث الامريكي حاملاً معه شعاراً لايعرف احد من اليمنيين مدى مصداقيته ولاجدواه على مسار الانهيار!!
شعار تحقيق وقف لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الانسانية فقط ثم البحث بعد ذلك عن حل سياسي سلمي عبر حوار وتفاهمات امريكية أوروبية خليجية ايرانية!
بينما يعرف الجميع أن الاولوية المطلقة لليمنيين هي فرض آلية أو آليات لإدارة العملية الاقتصادية, ترتكز على تفعيل عجلة الإنتاج والتحصيل والتصدير والاستيراد لكافة الموارد المتاحة وربطها بمصرف وطني شفاف وبدعم نقدي وعيني عاجل ومنتظم من دول الاقليم والمجتمع الدولي. وليتم فرض تلك الآلية أو الآليات في المناطق القابلة لذلك ثم فرضها على بقية المناطق بالقوه القاهرة!
إن إعداد وإخراج وفرض تلك الآلية أو الآليات هو المؤشر الوحيد على أهمية وقيمة وجدوى البحث عن تحقيق وقف اطلاق النار وإن لم تكن تلك الآليه أو الآليات هي الأولوية المطلقة, ويكون وقف اطلاق النار هو احدى الوسائل المساعدة لها فلا حاجه لليمنيين بوقف النار.. لأن الموت قتلاً بالنار أفضل وأشرف وأرحم مليون مرة من الموت فقراً وجوعاً وقهراً وعار!!
ومن لم يقبل بوقف الانهيار فلا يستحق ان توقف عنه النار ولتكن الحلول ماكانت بعد ذلك وفي أي زمن!
ولأن المسار يمضي خلافاً لأولويات الجائع اليمني الذي انتزع منه صوته فأضحى سوطاً عليه, فإن على كل ذي إحساس وضمير وإنسانية وانتماء لوطن وشعب وأمة أياً كان موقعه وانتمائه السياسي أن يستخدم صوته عبر لسانه وقلمه ليل نهار لإبراز تلك الأولوية على مايراها عبر كل الوسائل المتاحة حتى يعلم القائمون على إدارة مأساة الشعب اليمني إعداداً وإخراجاً وتنفيذاً منذ مابعد العام 2011م وحتى اليوم أن اليماني المغيب يعرف ما له وما عليه ويكشف زيف ادعاءاتهم بإنقاذ شعب يموت.
وليلبي الجميع صرخة الشاعر المقالح:
الصمت عار . الذل عار . من نحن؟ عشاق النهار . سنظل نحفر في الجدار . إما فتحنا ثغرة للنور اومتنا على وجه الجدار .
والى مقطع صوتي قصير لمارسيل خليفه من كلمات الشاعر محمود درويش
لاتنسى مشاركة: «إيقاف الانهيار قبل إيقاف النار » على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟