اللامبالاه

اللامبالاه
اللامبالاه

عمر الحار . 

نعيش حالة من اللامبالاه العصية على التفسير والتشخيص،وهي صفة مشتركة وعامة بين الفرد والمجتمع،وربما تكون المسببة الرئيس لكل مانعانيه اليوم في حياتنا من متاعب وعلى مختلف المستويات،وقد تقف وراء كل الاخفاقات التي نعيشها في حياتنا،وتعمل بصورة جلية وظاهرة على تعزيز الشعور بفقدان احساسنا بكل ما يعتريتها من متغيرات،وخضوعها الاعمى للقبول بها وتحقيق حالة من انعدام التوازن الغريب بين مؤثراتها السلبية والايجابية.

وظاهرة اللامبالاة التي نعيش بالتأكيد هي ظاهرة مرضية وعامة،تتطلب تصدي اهل الاختصاص لها،ومعرفة اسبابها السكوكية المدمرة للحياة وتنامي الشعور العام بالنفور منها،والاجبار على التعايش مع الاختلالات الفاقعة الاحمرار فيها،واستمات النظرة الثاقبة، لها وميول النفس للاستكانة وتخليها عن موجبات اخلاقياتها الفاضلة،والرضوخ لعملية انسلاخها الجذري عنها،والتجرد من مسؤوليات اتخاذ التصرفات في المواقف وبما يناسبها من قول او عمل،وفقدان الغيرة على انتهاك الحقوق الانسانية والوطنية،وغض الطرف عن كل مايعتري حياتنا ووطنا من كوارث وحروب وازمات وكأنها لا تعانينا لا من قريب ولا بعيد.

ومن حالة اللامبالاة التي نعيشها استسلامنا لحرب المغالاة في كل شي في حياتنا واحراقها بالغلا الفاحش الذي يطال لقمة العيش الاساسية،لنا ولمركباتنا، ولا نبالي بارتفاع اسعارها وتصاعدها بشكل جنوني كل يومي ، لا نبالي بمظاهر العبث بالموارد والمصالح العامة والفساد المستشري فيها،لا نبالي بوطن ممزق وقابل للبيع، وننقاد بحبال من الوهم لقراصنة الصفقات والمتأجرين بدماء ابنائه و بشطآناه و رماله على حد سواء.

امر مخجل صمت قرابة خمسة وعشرين مليون يمني على معاناتهم ومدعاة للآسى والبكاء عملية تعايشهم معها. 

حالة نادرة تعيشها اليمن في تاريخ القديم والمعاصر، ولا نعلم بعوامل وصولها الى لحظات فقدان ضميرها الوطني و الانساني،المختفي بغتة وبصورة غير متوقعة، حتى دنت من حياة الانعام،وانعدام الجدوى من وجود انسانها في المرحلة، والذي اصيب بالشلل المعنوي والفعلي غير القادر على التأثير في المتغيرات والكوراث المزلزلة التي تنهال عليها في كل وقت وحين،وهي قابعة في صمت عميق ومهين، وعاجزة عن تحريك ساكن .

باي شي جرى تخدير هذه الشعب العظيم وجعله يتعاش مع الظلم ويقبل الضيم برحابة صدر وسعة بال،مالذي اطفاء جذوة الغيرة والحمية في دواخله ،وجعله قابل بدس جسده بالكامل لا عنقه في التراب،والاستعداد المخزي يالقبول بمالا يمكن قبوله من اهانة التاريخ الذي لا يرحم كل متخاذل وخائن وجبان. 

اذن نحن في اليمن نعيش حالة مرضية نادرة في حياة الشعوب وتاريخها، وعصية على الوصف والتشخيص،ولا متسع من الوقت للاستفاقة او الشفاء منها الا بعد ضياع الوطن،وعض قرابة ثلاثين مليون يمني اصابع الندم على فقدانه.

ومطلوب دراسة الاعراض ومعرفة الاسباب التي اوصلتنا الى هذه الحالة التي يرثى لها، وتحديد نوعية العلاج الجماعي للشفاء منها قبل فوات الاوان.

 

لاتنسى مشاركة: اللامبالاه على الشبكات الاجتماعية.