التواتر على حضرموت .

التواتر على حضرموت .
التواتر على حضرموت .

 

عمر الحار .

تواتر وصول القيادات العليا لدولة والحكومة الى حضرموت علامة صحة لا مرض تدل بان الشرعية ومؤسساتها ورموزها الوطنية مازالت بخير ،وتؤكد صعوبة التفريط فيها او التخلي عنها بسهولة في هذه المرحلة من تاريخ اليمن وحروب مليشياتها المتعددة الاوجة والمتضاربة المصالح والولاءات .
وانخرط القيادات الحكومية في ممارسة اعمالها الروتينة فور وصولها المحافظة تعطي مؤشرات ايجابية وقوية بانها تتحرك على ارضية وطنية صلبة لا خوف عليها من الانهيار،و بعيدة عن ايادي القوى المدعية بالباطل الوصاية على البلاد والعباد ، والقابعة تحت تأثير اهوائها الانفصالية والجهوية الموجهة اصلا عن بعد ،مما يشعرها بخفة وزنها على الارض ،ويجعلها اسيرة لرغبات الاخرين  من اصحاب الغرف المغلقة والمتحكمة بها .
والتواتر الحكومي المتواصل الى حضرموت ،يحمل دلالات و رسائل وطنية تستحق التمعن في قرأتها لاهيمتها على اكثر من صعيد ،ويمكن سردها بلا ترتيب حسبما برزت الفكرة بها ولا يمكن ان تخرج عن الموجهات العامة لمشاركة الحكومة في هموم وقضايا حضرموت والشروع في حلها،واتباع اقصر الطرق لتحسين بنية خدماتها الاساسية، وامكانية العمل لاستنهاض همهما وطاقاتها على طريق استعادة دورها التاريخي في حاضر اليمن ومستقبله الاتحادي المنشود،حال تذكرنا حجم التهميش السياسي الذي طالها منذ اندلاع الثورة وتغييبها عن صناعة عهدها الجمهوري وظلمها في كل المراحل ،ودراسة امكانية توظيف ثقلها الاقتصادي في الداخل والخارج  والاستفادة. منه في معالجة ازمة انهيار العملة .
ولا تقل الاهمية الجيوسياسية لحضرموت عن صنعاء في حالة تدارس العقل السياسي اليمني كيفية النهوض بقدرات المحافظة على كل قطاع واعادة تأهيلها ،ومنحها الفرصة التي تستحق في هذه المرحلة وفي غيرها من المراحل، وتشجيعها على استعادة ثقتها بنفسها ،والقبول الطوعي بالانسياق خلف طابعها المدني والسلمي الاصيل ،وتمكينها من تقدم الصفوف وقيادة الركب الوطني ،وتنظيم صفوفه من جديد ،حتى يكتب الخلاص للوطن من بؤر توترته التاريخية واحتقاناته السياسية المزمنة . 
وان تأتي الحكومة متأخرة الى حضرموت افضل مما لا تأت، وياليتها  تتهدي على عملية استثمار حضها من الحضارة والتجارة والعلم والتاريخ للفوز بالوطن .
فهل تمتلك الحكومة ناصية التفكير الاستراتيجي نحو حضرموت ليكتب لها البقاء ?? وان جأت الحرب من شمال اليمن ،فليات السلام من شرقها .
 

لاتنسى مشاركة: التواتر على حضرموت . على الشبكات الاجتماعية.