المبعوث هانز

المبعوث هانز
المبعوث هانز

 

عمر الحار .

تلعب الصفات الشخصية لممثلي الامم دور جوهريا ومحوريا في التأثير على طبيعة القضايا الاممية المناطة بهم ،وتظهر قدراتهم الذاتية والمكتسبة عليها،بعيدا عن نمطية تعاطيهم الرسمي معها. 
ويتمتع مبعوثي الامم الى ليمن على وجه الخصوص بكاريزما طاغية جعلتهم ينفذون الى القلب من الاحداث والتماس قوة سيطرتهم الدبلوماسية عليها، وتوجيهها لخدمة الاهداف الدولية منها،وتحويل اطرافها الداخلية الى بيادق وبنادق للقتال فيما بينهم ،واقناعهم باعفاء عقولهم من التفكير في افعالهم او التمعن في معرفة عواقبها وتحديد حجم ونوعية اضرارها عليهم اولا ،وثانيا على اليمن. 
اذن نجح مبعوثي الامم في مهمتهم الاولى في اليمن بسلب عقول مراجعها،واجادة اللعبة على مشاعرهم واصطيادها بالرغبات لدرجة احكام القبضة عليها و التحكم بها كيفما شاوا. 
وتناوب لتنفيذ هذه المهمة الدولية في اليمن ثلاثة من آساطين السياسة الاممية، وتمكن الثلاثي الاممي الرهيب من تأدية ادورهم فيها على الوجه المطلوب واضطلع الدبلوماسي العربي جمال بن عمر بدور عراب الازمة والصانع الاممي لها،واحكم الموريتاني حلقاتها ،وشدها البريطاني وتركها  للانفجار والتشظي والدمار . 
وعلى هذه الطريقة التراجيدية و الاممية المعقدة تم بناء ازمة اليمن وتمكين عقدتها ،وكأنها رواية بوليسة غامضة تعتمد على عنصر الاثارة والمفأجاة في انفراج خيوط حبكتها الشديدة التداخل والتعقيد في اوخر مشاهدها. 
ومثلما كان بن عمر عراب الازمة يحدونا التفاؤل والامل بان يكون المبعوث الاممي الجديد السفير هانز عراب لحلها ،ونتطلع في شروعه من اليوم وصاعدا بالعمل على تفكيك عقدها واذابة جليد المطامع القاسية في نفوس اطرافها ،وشق مخرجات لها من اعماق قلوبهم ان امكن مع الاقرار بصعوبة ذلك عليهم وقد يظل من غير المقبول للغالبية منهم ومن كل النواحي .
والازمة اليمنية جزء من لعبة الامم وهي على دراية بموعد حلها الذي يلوح في الافق بتولية السفير السويدي المخضرم ملفها والذي مافتئ يرسل اشارات سياسية مطمئنة بامكانية حلحلت الازمة ،وتفكيكها على الوجه المرضي لهم لا لاطرافها من ادوات وضحايا الصراع .
ويبقى الامل معقود بالسفير الاممي الرابع هانز بروندبيج لقربه الوثيق من اليمن واقترابه الشديد من مختلف الاوساط فيها. 
وغدا لناظره قريب  .

لاتنسى مشاركة: المبعوث هانز على الشبكات الاجتماعية.