▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

كَثُرت المشاكل بين أبيه وأمه فتطلقا، وما هي إلا ستة أشهر وكان أبوه قد جهز أوراق سفره، وأخبره بأنه لن يستطيع أخذه معه، وأمره بالذهاب للعيش مع أمه، ولكن أمه كانت قد تزوجت، وكان زوجها غليظ الطباع، ولكنه لم يجد بُد من الذهاب للعيش معها، وقد اشترطت على ابيه أن يرسل مبلغا كل شهر من أجل ابنهما، لأن زوجها لم يكن ليُنفق عليه من ماله. 

سافر الأب، وظل هو مع أمه التى كانت تفعل أي شيء من أجل زوجها، وبدأت الدراسة، وكلما طلب مصاريف للدروس أو كتبا، كانت أمه تقول: المصاريف التى يرسلها أبوك لا تكفى، اتصل به وأخبره يزيد لك الشهرية، وكان أبوه يغضب عليه من طلبه، ولا يعيره اهتماما، وزاد الطين بلة أن أباه تزوج زميلته هناك، وبدأ ينسى أن يرسل أي مال، وغير أرقامه وقفل حسابات اتصاله على كل البرامج، ورفض زوج أمه أن ينفق عليه، وأمره بالعمل، وكانت أمه تقول له: افعل كما تؤمر، وكان ضعيفا وصغيرا ليعمل فقد كان في الصف الرابع الابتدائي. أخذه زوج أمه، وأعطاه لميكانيكى سيارات كي يعمل معه، وحاول الميكانيكى أن يفهمه أنه صغير ولكنه قال له: اعتبر نفسك اشتريته، واجعله يعمل رغما عنه، وضاعف له العمل، وإن عصى لك أمرا اجلده، ولا تبالى، أهم شيء أن تعطينى أجرا جيدا له، فلن أكون أحن عليه من أبيه الذي نسيه.. سمع الصبي هذا الكلام ومات خوفا، وأخذ يجري هاربا، وذهب لشقتهم المغلقة فدخلها من أحد شبابيكها، وكانت الكهرباء مقطوعة، والعفش قد باعه أبوه قبل سفره، فجلس على الأرض، وكان الجو شتاءً، ولم بجد أي شيء يحميه من البرد، وكان هناك شعاعا من نور أحد الأعمدة يتخلل للحجرة التى يوجد بها، فوجد قلما كان مرميا في ثنايا الحجرة، أخذه وكتب على الحائط، الجو برد جدا، وأنا جائع، وقد تركنى القريب والبعيد، ولا أعرف أين أذهب، ولن أسامح أحد، وسأقول الجملة التى قالها الطفل السورى "سأخبر الله بكل شيء" 

وذهب لركن وتقوقع فيه عله ينال شيئا من الدفء، ولكنه ظل على حالته هذه سنتين حتى أتى والده من السفر، ففتح الشقة ووجده هكذا، ولم يكن يعرف أنه ابنه فقد أبلغ الشرطة فور رؤية المنظر، وقال الجيران: أنهم اشتموا رائحة خارجة من الشقة، ولكنهم ظنوا أن قطا نفق داخلها، وتم التحقيق، وتم التأكد أنه الابن، ووجدوا الكلام مازال مكتوبا، وتم تقديم الوالدين للمساءلة القانونية، ولكنهم استعانوا بمحامين وخرجوا بغرامة، حتى القانون لم ينصفه وهو ميت...

---------------------

أكثر شيء يفرح له إبليس عندما يأتى إليه أحد أولاده، ويخبره أنه استطاع أن يجعل زوجين يتطلقان، وذلك لأن عاقبته وخيمة على الأولاد.

اتقوا الله في أولادكم فقد انتشر الطلاق بكثرة...

لاتنسى مشاركة: على الشبكات الاجتماعية.