الاستقلال المادي للمرأة
لا أرى عيبًا أو نقصًا في عمل المرأة، ومشاركتها الرجل في تنمية مجتمعها، وخدمة دينها واستقلالها ماديًا، فها هي أم المؤمنين؛ السيدة خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- كانت من أغنى سيدات قريش, وكانت ذات شرف ومال، وكانت قوافلها التجارية تسير بين مغارب الأرض ومشارقها, وبالرغم من ذلك كانت تعتني ببيتها وأبنائها, بل وعندما أنزل الله الوحي على النبي- صلى الله عليه وسلم- كانت أول من صدَّقه وآمن به من الرجال والنساء، وأول من توضأ وصلّى.
وكانت- رضي الله عنها- تستأجر الرجال ليتجروا بمالها, ولما بلغها عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عظيم أمانته، وكرم أخلاقه، عرضت عليه الخرج في مالها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار، فقبل صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن تزوجها رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- ، قامت على تربية ورعاية ذريته والقيام بواجباتها كزوجة وأم, بل وأم لجميع المؤمنين. ومع ذلك، حافظت على تجارتها التي كان يقوم عليها عبيدُها في ذلك الزمان، وعلى رأسهم مولاها المخلص “ميسرة”.
ليس إذًا، هناك عيب في استقلال المرأة ماليًا, ففي نهاية المطاف ستنفق المال على البيت والأولاد، من مبدأ التعاون مع الزوج في تحمل المسؤولية والأعباء المالية اليومية.
وأعتقد أن البيت الذي يعتمد على عمل الزوجين- لاسيما إذا كان هناك توافق بينهما على عمل الزوجة- يكون متوازنًا، ويقوم على حفظ حقوق الطرفين، وحفظ الحياة مشتركة بينهما؛ وإلا نشأت مشكلات زوجية لا قدَّر الله.
ويستحسن توفر عنصر الثقة بين الزوجين من الناحية المالية، مع توفر الخبرة الكافية لدى الزوجة من حيث التدبير المالي، لكن لانتمنى أن يكون هناك استقلال مادي للزوجة يبعدها عن زوجها وأولادها، ويقود الأسرة إلى متاهات، قد يكون الجميع في غنى عنها.
وهناك أمثلة كثيرة لفاضلات خرجن في حدود الضوابط الشرعية للمرأة المسلمة، وعملن في وظائف مرموقة، سواء في مجال التربية والتعليم، أو الطب، أو كن سيدات أعمال في تخصصهن؛ كالمشاغل النسائية، وصالونات التجميل، وغيرها من أمور التجارة؛ حيث برزن وتميزن في ذلك.
كذلك، نتمنى من السيدات الحكيمات توخي الحذر, ولاسيَّما حال حصولهن على مرتب أعلى من أزوجهن؛ ما قد يُشعِر الزوج بحالة من النقصان أمام زوجته؛ بما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل بين الطرفين, منشؤها رغبة الزوج في إرسال رسائل لزوجته مفادها: “إنني مازلت سيد هذا المنزل”.
لذلك، من الضروري عند استقلال المرأة ماديًا ألا تُشعِر زوجها بأنها ندٌ له, بل تشعره بحاجتها الدائمة إليه, مع الحذر من فرض رأيها على زوجها, فمن الممكن أن يكون الوضع المالي الممتاز للزوجة سببًا رئيسًا لخلق بيئة زوجية سعيدة، حينما تتكاتف مع زوجها؛ للتغلب على متطلبات الحياة المتزايدة.
المصدر رواد الاعمال
لاتنسى مشاركة: الاستقلال المادي للمرأة على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟