ما هي الحيوانات التي تحيط بمدرستك؟
تقول عالمة الأحياء البرية في الولايات المتحدة ستيفاني شوتلر إنها اندهشت عندما رصدت كاميرات مراقبة وضعتها في مدارس، وجود العديد من النمور.
وأضافت :"صورنا النمور ليس لمرة واحدة أو مرتين فحسب، بل 16 مرة ".
استطاعت شوتلر تثبيت كاميرات في مدارس في الهند وكينيا والمكسيك والولايات المتحدة بغية دراسة وجود الحيوانات البرية بالقرب من المستوطنات البشرية، كما دربت الأطفال على تشغيل هذه الكاميرات.
وتقول شوتلر: "أخبرني أحد المعلمين أن الطلاب كانوا متحمسين للغاية للاطلاع على ما صورته الكاميرات، وأنهم "صرخوا" بدافع الإثارة عندما شاهدوا صور الحيوانات التي التقطوها".
أثمر المشروع الذي يمتد لأربع سنوات ويديره متحف نورث كارولينا للعلوم الطبيعية وجامعة ولاية نورث كارولينا عن التقاط 13710 صورة، فضلا عن بعض النتائج غير المتوقعة.
نمور كثيرة
تقول شوتلر: "وجدنا في الهند نمورا تزور مدرسة بانتظام. واستطعنا في غضون ستة أشهر فقط رصد ستة نمور على الأقل. وعندما قارنا دراستنا في الحديقة الوطنية، اكتشفنا أننا التقطنا صورا لنمور كثيرا في حرم المدرسة مقارنة بكاميرات مثبتة في بعض المناطق المحمية".
وتعد النمور حيوانات إقليمية وانعزالية للغاية. وتضم كثير من محميات النمور في الهند أقل من عشرين نمرا.
وتقع المدرسة التي وضعت فيها كاميرات المراقبة خارج حديقة "بينش" الوطنية التي تعد محمية رئيسية للنمور، غير أن الباحثين لم يفهموا بعد سبب خروج الحيوانات من الحديقة.
وتقول شوتلر: "لا نعرف لماذا تزور النمور المدرسة. ونظرا لأن أعداد النمور تتزايد، نعتقد أن الحيوانات تستخدم ممرات الغابات والأراضي المجتمعية للانتشار في مناطق جديدة".
شارك في المرحلة الأولى للمشروع 28 مدرسة في أربع دول، وحصل تلاميذ هذه المدارس على تدريب يتناول مهارات أساسية، مثل كيفية تشغيل الكاميرات، وطريقة تغيير البطاريات وكيفية نقل البيانات.
استطاع التلاميذ تغيير أماكن وضع الكاميرات مرة واحدة كل ثلاثة أسابيع، وحافظوا على وجود كاميرات داخل المدارس أو نقلوها أحيانا إلى مناطق قريبة.
وكان من بين بعض أفضل الصور تلك التي التقطتها الكاميرات مثبتة في ملعب المدرسة.
وعرضت المدارس الصور، مما أثار نقاشا في المجتمع، قبل أن تُحفظ جميعها في مستودع "سميثسونيان" بصورة دائمة.
تقول شوتلر: "صورت كاميرات المراقبة في المكسيك نمرا أمريكيا مما أدى إلى إثارة نقاش حول كيف يمكن أن تكون النمور الأمريكية جيدة للمجتمع، لأنها في الحد من أنواع الغزلان التي تغير على المحاصيل الزراعية".
وعُثر على النمور الأمريكية في 28 دولة في شتى أرجاء الأمريكتين، بيد أنه يُعتقد أن الأرقام تتراجع في معظم المناطق.
واستطاعت الكاميرات تصوير إجمالي 83 نوعا من الثدييات المحلية، بما في ذلك خمسة أنواع مهددة بالانقراض، وسبعة أنواع أخرى كانت ذات أهمية في الحفاظ على البيئة.
وتقول شوتلر :"في كينيا، كان هناك اختلافات واضحة في عدد الثدييات في مدارس مختلفة. إذ كانت المدارس التي تعاني من قلة المساحات الخضراء نتيجة الإفراط في رعي الماشية، الأقل من حيث رصد الكاميرات لأنواع حيوانية، وهو ما أثار مناقشات واسعة النطاق في المجتمع بشأن الماشية".
يجري معظم الباحثين في الحياة البرية دراساتهم في مناطق نائية، لكن النشاط البشري وإزالة الغابات، تسبب في انتقال الكثير من الحيوانات إلى المستوطنات البشرية. وتهدف مثل هذه الدراسات إلى تسليط الضوء على كيفية تكيف البشر والحيوانات مع بعضهما والتعايش.
وتقول شوتلر :"التقطت كاميرات مدرستنا صورة لوحيد القرن الأسود النادر في كينيا. وتخبرنا الصورة أن التنمية البشرية ليست سيئة تماما بالنسبة للحيوانات الأكبر حجما. ويمكننا مشاركة المساحة معها".
كانت أعداد وحيد القرن الأسود قد تراجعت إلى 2500 فقط في عام 1995، لكن هذا العدد تضاعف إلى أكثر من 5500 الآن، غير أن الصيد الجائر لا يزال يشكل تهديدا كبيرا لهذه الأنواع.
والتقطت كاميرات الطلاب في الولايات المتحدة صورا لعدد من الحيوانات آكلة اللحوم مثل ذئب البراري، والثعالب، والدب الأسود.
وتقول شوتلر: "استطعنا التقاط صورة دب أسود أيضا في مدرسة واحدة كانت قد أغلقت بسبب وجود دببة سوداء قبل بضعة أشهر".
آمال
تضيف شوتلر أن التعلم المرتكز على المشاريع أتاح للتلاميذ تجربة جديدة وعزز اهتمامهم العام بالعلوم.
وقالت: "كان الأطفال متحمسين وفخورين. لقد أتاحت لهم كاميرات المراقبة هذه نافذة لرؤية ما حولهم. نأمل أن يكبروا لحمايته".
لاتنسى مشاركة: ما هي الحيوانات التي تحيط بمدرستك؟ على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟