مصر: عقار "الاستروكس" المخدر يدفع الحكومة لتعديل القوانين

 مصر: عقار "الاستروكس" المخدر يدفع الحكومة لتعديل القوانين
مصر: عقار "الاستروكس" المخدر يدفع الحكومة لتعديل القوانين

شددت الحكومة المصرية عقوبات جلب المخدرات وحيازتها وتعاطيها، وأضافت مواد مخدرة جديدة للقائمة التي يجرمها القانون.

وينص مشروع القانون، الذي وافق عليه مجلس الوزراء، على عقوبات تشمل الإعدام لجالبي المخدرات ومصدريها، والسجن المؤبد لحائزيها بغرض الاتجار، والسجن المشدد للمتعاطين، بالإضافة إلى غرامة مالية.

ويأتي مشروع تعديل القانون في إطار التصدي الحاسم لمشكلة انتشار المخدرات بجميع صورها، خاصة المستحدثة منها، والتي شكلت في الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة تلقي بظلالها الضارة على المجتمع المصري عامة، وعلى فئة الشباب خاصة، بحسب بيان لمجلس الوزراء المصري.

وتفيد أرقام صندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري بارتفاع نسبة متعاطي مخدر "الاستروكس" و"الفودو" لعام 2018 عن العام السابق، فضلًا عن انخفاض أعمار متعاطي مخدر الاستروكس، لتتراوح بين 15 إلى 20 عاما.

ويقول الدكتور إبراهيم عسكر، مدير عام البرامج الوقائية لصندوق علاج ومكافحة الإدمان، إن نسبة متعاطي "الاستروكس" و"الفودو" ارتفعت في عام 2018، فبلغت 4.5 في المئة، بينما يحتل مخدرا "البانجو" و"الحشيش" أكثر من 30 في المئة من نسبة رواد المراكز العلاجية التابعة للصندوق، وعبر الخط الساخن للصندوق.

لكنه يضيف أن التقرير الأخير للصندوق "أظهر ارتفاعا فى نسبة متعاطي الاستروكس والفودو ليبلغ 25 في المئة من إجمالي عدد المرضى، وهو ما أجبرنا على تعديل البرامج العلاجية لتواكب التغيير الجديد".

وقد دشن الصندوق "خطا ساخنا" لتلقي طلبات المواطنين وبلاغات الراغبين فى العلاج من الإدمان.

ويبلغ عدد المراكز العلاجية التابعة للصندوق نحو ‏22 مركز علاج فى أنحاء مصر، تردد عليها خلال العام الماضي أكثر من 100 ألف مريض. ويقدم الصندوق العلاج بالمجان.

ما هو "الاستروكس"؟

يقول الدكتور عبد الرحمن حماد، أخصائي الأمراض النفسية والمدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى العباسية الحكومي، إن المواد المخدرة مثل "الاستروكس" و"الفودو" هي مواد مخدرة مصنعة، ظهرت فى البدء كشبيه للمخدرات الطبيعية، إلا أنها خرجت عن السيطرة بعدما تم التلاعب فى تركيباتها.

ويقول حماد في حديثه لبي بي سي إن هذه المواد لها مخاطر غير متوقعة، ويضيف "نحن نجهل تركيبة هذه المواد وبالتالي لا يمكننا توقع مخاطرها بالكامل. نحن نعرف جيدا مخاطر وتأثير المخدرات الطبيعية مثل الحشيش وغيره، ولكن المخدرات المصنعة لا نعرف على وجه الدقة ما يمكن أن تنطوي عليه من مخاطر".

ويستكمل حماد حديثه قائلا "يسبب تعاطي هذه المواد "جلطة" أو فشلا كلويا أو مشاكل في الكبد، بالإضافة إلى الأخطار النفسية مثل الهلاوس، والسلوك العدواني العنيف، وربما الاكتئاب. وقد يصل الأمر إلى سلوك انتحاري".

ويُعزي حماد زيادة متعاطي مخدري "الاستروكس" و"الفودو" على وجه الخصوص وانتشار هذه المواد بين فئة المراهقين إلى عدة أسباب، أبرزها تدني سعرها مقارنة بالمخدرات الطبيعية، وكذلك لأنها لا تظهر فى التحاليل الطبية في الغالب.

ويقول عسكر إن المخدرات المصنعة لم تكن مدرجة على جدول المخدرات التي تظهر في الفحوصات الطبية، إلا أن أغلب متعاطي المخدرات دائما ما يخلطون أنواعا مختلفة من المخدرات فتظهر في الفحوصات الطبية الأنواع المعروفة فقط، أو المدرجة على جدول المخدرات".

ويرى أن التعديلات القانونية المقترحة "عالجت هذه النقطة من خلال إضافة الأنواع الجديدة المصنعة".

عقوبات مضاعفة

وينص مشروع التعديل على أن يعاقب بالإعدام كل من جلب أو صدّر مواد مصنعة ذات أثر تخديري أو ضار بالعقل أو الجسد أو الحالة النفسية والعصبية.

كما يعاقب بالسجن المؤبد والغرامة التي لا تزيد على 500 ألف جنيه (28 ألف دولار أمريكي) كل من حاز هذه المواد بقصد الاتجار.

وتكون العقوبة هي السجن المشدد والغرامة التي لا تزيد على 200 ألف جنيه (11 ألف دولار أمريكي) إذا كانت الحيازة بقصد التعاطي.

كما نص التعديل على أن يعاقب بالسجن المشدد والغرامة التي لا تقل عن 200 ألف جنيه (11 ألف دولار أمريكي) كل من أدار مكاناً أو هيئة للغير لتعاطي المواد المصنعة أو سهل تقديمها للتعاطي.

ويتفق عسكر وحماد على أن التعديلات المقترحة ستساهم بشكل كبير فى خفض معدلات تعاطي المواد المخدرة المصنعة، خاصة وأن الصندوق ينظم حملات للتوعية والكشف عن تعاطي المخدرات، خاصة على الطرق السريعة.

ويشير عسكر إلى أن جهود الصندوق بالتعاون مع الوزارات المصرية ساهمت إلى حد كبير فى خفض تعاطي المخدرات، فتشير أرقام الصندوق إلى أن نسبة متعاطي المخدرات من سائقي سيارات النقل على الطرق السريعة انخفضت من 24 في المئة إلى 12 في المئة، ووصلت لدى سائقي الحافلات الدراسية إلى 2.3 في المئة.

وختم عسكر حديثه بالقول إن صندوق مكافحة الإدمان "يعمل حاليا على عدد من الحملات التوعوية بالتعاون مع المشاهير مثل لاعب الكرة المصري محمد صلاح المحترف في نادي ليفربول الإنجليزي".

 

لاتنسى مشاركة: مصر: عقار "الاستروكس" المخدر يدفع الحكومة لتعديل القوانين على الشبكات الاجتماعية.

المصدر : BBC عربي