مفتي الشرقية: بلادنا مستهدفةٌ في دينها وأمنها واقتصادها ووحدتها وأخلاقها
أكد مفتي المنطقة الشرقية أن المملكة العربية السعودية يُمارس عليها مختلف الأزمات الإعلامية والصراعات الفكرية والانتماءات الحزبية والتكتلات الدولية المعادية لها، والواجب هو الاعتصام بحبل الله المتين والالتزام بالدين القويم، والحرص على نبذ الشائعات والأراجيف، والسعي في تقوية الجبهة الداخلية من خلال اللحمة والحفاظ على وحدة الجماعة وكيان الدولة.
وقال الشيخ علي بن صالح المري عضو الإفتاء والمشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة الشرقية، إن التهم الظنية الخالية من البينة والأدلة القطعية لا يُستند عليها في حق أفراد وعامة الناس، فكيف يُستساغ قبولها في حق الأمراء والعلماء، ولذا قال عليه الصلاة والسلام: "لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لَادَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهُمْ وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ" (أخرجه مسلم في صحيحه)، ويقول الحافظ النووي رحمه الله في شرح مسلم: "وَهَذَا الْحَدِيثُ قَاعِدَةٌ كَبِيرَةٌ مِنْ قَوَاعِدِ أَحْكَامِ الشَّرْعِ، فَفِيهِ أَنَّهُ لَا يُقْبَلُ قَوْلُ الْإِنْسَانِ فِيمَا يَدَّعِيهِ بِمُجَرَّدِ دَعْوَاهُ، بَلْ يَحْتَاجُ إِلَى بَيِّنَةٍ أَوْ تَصْدِيقِ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، فَإِنْ طَلَبَ يَمِينَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ فَلَهُ ذَلِكَ".
وأضاف: "إن بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بلد شرفها الله بمهبط الوحي وقبلة المسلمين ومنطلق الرسالة على رسولها محمد الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام وشرفها باحتضان ورعاية المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وأعزها الله بتحكيم شرع الله العزيز الذي يعتبر دستور هذا البلد فلقد جاءت المادة الأولى من نظام الأساسي للحكم في بلادنا: "المملكة العربية السعودية، دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".
وتابع: "إن بلادنا المملكة العربية السعودية مستهدفةٌ في دينها وأمنها واقتصادها ووحدتها وأخلاقها، ولن ينسى الجميع تلك الكلمات الصادقة من رجل الأمن الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله بقوله: "أقولها بكل وضوح وصراحة، دافعوا عن دينكم قبل كل شيء، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم، ودافعوا عن الأجيال القادمة".
وبيّن: "أيها العقلاء حدثونا عن جانبين مشرقين مهمين، الأول: عن بلد ذي سيادة جعل تطبيق الشريعة هو منهج حياته ومعين أنظمته، والثاني: عن بلد ذي مكانة أسهم في استقرار وأمن العالمين العربي والإسلامي ومكافحة التطرف بجهودها وأفعالها لا أقوالها".
وأشار الشيخ "المري" إلى أنه: "لن تجدوا غير بلادنا المملكة العربية السعودية جعلها شامخة بأمنها وإيمانها ورخائها واستقرارها وأدام الله على ربوع الوطن النعم الوافرة والمكتسبات الزاخرة وأعاننا على شكرها مع القيام بحقها"، مؤكداً أن على الدعاة وطلاب العلم والمثقفين والإعلاميين واجب عظيم في حماية بيضة الإسلام لحماية التوحيد وصيانة الأخلاق ورعاية الجماعة.
وشدد على أن "تزعزع الأمن واضطرابه بالإضافة إلى تزعزع ثقة الناس بإمامهم يؤديان إلى مفاسد وعواقب وخيمة لا تُحمد عقباهما. فإن شريعتنا السمحة لا تُعظّم حق إمام المسلمين لذاته أو نسبه أو أسرته ونحوه، وإنما تعظيم حقه لما سيترتب عليه من صلاح العباد والبلاد وقيام أمورهم ومعاشهم وانتظام شؤون حياتهم مع رعاية ضروياتهم الخمس".
وقال: "إن جمع الكلمة مع الاجتماع والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف يتحقق بهما المصالح والخيرات، وتعتبر مقصداً من مقاصد الشريعة الإسلامية قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (سورة آل عمران)، وقال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا} (سورة الأنفال).
وذكر الشيخ "المري": ما أجمل فقه عمر بن الخطاب صاحب رسول الله صلى الله عليه بقوله رضي الله عنه: "يا مَعْشَرَ الْعُرَيْبِ، الْأَرْضَ الْأَرْضَ، إِنَّهُ لَا إِسْلَامَ إِلَّا بِجَمَاعَةٍ، وَلَا جَمَاعَةَ إِلَّا بِإِمَارَةٍ، وَلَا إِمَارَةَ إِلَّا بِطَاعَةٍ" (أخرجه الدارمي)، ولذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "يجب أن يعرف أن ولاية الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين إلا بها ، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض)" (مجموع الفتاوى 28/ 390).
المصدر سبق
لاتنسى مشاركة: مفتي الشرقية: بلادنا مستهدفةٌ في دينها وأمنها واقتصادها ووحدتها وأخلاقها على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟