من سوريا إلى غزة... قصة فستان عرس أبيض تحت الركام

من سوريا إلى غزة... قصة فستان عرس أبيض تحت الركام
من سوريا إلى غزة... قصة فستان عرس أبيض تحت الركام

عقب الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لغرفة مدمرة جزئيا فيها خزانة ثياب  وعليها معلق فستان عرس أبيض. الصورة بحد ذاتها جلبت الكثير من التعليقات للرمزية الكبيرة التي تحملها. ولكن إضافة لتلك التعليقات، طرح السؤال الأكبر الذي لم يطل كشف الجواب عليه: من هي صاحبة الفستان؟

مع انتهاء القصف، برزت على المواقع الاجتماعية في غزة حملة تدعو لمساعدة عريس غزي دمر القصف منزله الزوجي الذي استثمر فيه كل ما بحوزته بانتظار أن يجمعه مع عروسه المستقبلية. خلال البحث البسيط في خلفية تلك الحملة تخرج صورة الفستان نفسها، ليتضح أن تلك القطعة الفنية تعود لعروس فادي الغزالي، العريس الغزي.

خلال حديثه لمهاجر نيوز، قال العريس إن خطيبته سورية، ووصلت إلى غزة في الثامن من الشهر الحالي، وأنه رآها لأول مرة وجها لوجه بعد أن استطاعت الدخول إلى غزة عبر معبر رفح قبل نحو عشرة أيام.

ولكن كيف تعرفا على بعض؟

يقول فادي (21 عاما) "هناك صلة قرابة تجمع عائلتينا من جهة جدتها من أمها التي يعود أصلها لغزة، فهي تزوجت سوريا وذهبت للعيش معه في سوريا... كنا نتواصل عن بعد، عبر الإنترنت والاتصالات".

على وسائل التواصل ما من ذكر للعروس، ولكن هناك الكثير من التعليقات الموجهة للعريس والدعوات للوقوف بجانبه ليعيد بناء منزله الزوجي، خاصة وأن يوم الزواج كان مقررا البارحة الأحد 18 تشرين الثاني/نوفمبر.

"كنا في انتظار يوم ميلادي لنكون الزوجين الأسعد على الإطلاق"، يقول فادي لوسائل إعلامية محلية، "...القصف دمر المبنى الذي كنا سنقطنه. تهدم جانب العقار تماما وتقوضت أسقف وجدران المنزل... تمزق الفستان تماما...".

ويضيف الشاب الغزي "كنت في البيت ليلة القصف، جاءنا تحذير بالإخلاء، وما أن خرجنا حتى قصف المبنى الكائن بشارع العيون في غزة. عدنا ووجدنا الدمار وقد طال كامل الشقة، كان معظمه في غرفة النوم".

عقب القصف، اجتاحت صورة الفستان وسائل التواصل الاجتماعي في غزة، وانهالت التعليقات حول فستان العرس الأبيض الذي تمكن من النجاة من القصف وهو معلق على الخزانة في غرفة النوم.

وبعد أن كان العريس الشاب على وشك أن يلغي العرس نتيجة دمار الشقة وكافة محتوياتها، جاءت المبادرة التي أطلقها غزيون علموا بمأساة فادي، وأصروا على الوقوف إلى جانب العروسين لتحقيق حلمهما بالزواج والفرح. وشرح فادي أنه بفضل هذه المبادرة "يتم ترميم البيت وتجهيزه، ولم يبق إلا القليل... وحددنا موعدا جديدا للزفاف في 9 ديسمبر/كانون الأول المقبل".

ولعل واقعة دخول العروس السورية، الهاربة من الحرب التي مزقت بلادها، إلى غزة هي بدورها قصة أخرى تحتاج لأن تروى. فمنذ اندلاع الحرب في سوريا، دخلت العديد من العائلات السورية والأفراد إلى القطاع المحاصر عبر الأنفاق من مصر.

وريف قاسم، لاجئ سوري من حلب كان متواجدا في مصر قبل أن تشاء الظروف له وأن يدخل لغزة بحثا عن العمل والحياة الآمنة. يعد وريف اليوم "مختار" السوريين في غزة ومتابعا يوميا لشؤونهم، قال لمهاجر نيوز "تفاجأت بمعرفتي بدخول سورية عبر معبر رفح، عادة هذا يعد مستحيلا". في السابق كانت حركة الدخول والخروج من غزة ميسرة بفعل الأنفاق، قبل أن تشن السلطات المصرية حملة عليها وتدمرها من جهتها، ليعود معبر رفح هو المنفذ الوحيد للداخلين أو الخارجين من القطاع.

ويشدد قاسم على أن "حركة الخروج من غزة للسوريين أكثر من حركة الدخول التي باتت معدومة. فالعديد من العائلات السورية استطاعت أن تسافر، فعلى سبيل المثال قبل مدة بسيطة، إحدى العائلات التي تربطني بها علاقة صداقة سافرت إلى فرنسا عبر المركز الثقافي الفرنسي هنا في غزة".

وشرح قاسم أن هذه العائلات تمكنت من السفر من خلال استخدام جواز السفر الذي أصدرته لهم السلطة الفلسطينية ليتمكنوا من تسيير شؤونهم اليومية، خاصة وأنه في غزة لا وجود لمكتب مفوضية شؤون اللاجئين، وعمليا ليس هناك من متابع أو داعم لهم.

وحول أعداد من بقوا يشير قاسم: "حاليا هناك ثمان عائلات سورية في غزة، وأربعة أفراد سوريين فقط".

المصدر فرانس 24

لاتنسى مشاركة: من سوريا إلى غزة... قصة فستان عرس أبيض تحت الركام على الشبكات الاجتماعية.