مهمة المحافظ الثقيلة في تعز وسط قطاعات قطر العسكرية
حمل تحذير السلطة المحلية بتعز للوحدات العسكرية التي هاجمت حراسة سكن المحافظ ومطالبة الرئيس هادي التدخل بشكل عاجل موقفاً جديداً من حرب الإصلاح على تعز والسلطة المحلية وصلاحياتها ومغادرة لمربع المهادنة وامتصاص المواقف والمغامرات الطائشة.
وإذا كان الاعتداء على حماية سكن المحافظ يعد استفزازاً مقصوداً من قبل اللواء 22 ميكا وقطاعاته، فإن مخاطبة المحافظ للرئيس هادي ومطالبته بوضع حد وبشكل عاجل لهذه الأعمال، وتجاوز اللجنة الرئاسية وقيادة المحور، يشكل اتهاماً مبطناً للمحور واللجنة بالوقوف وراء هذا الاستفزاز أو اعترافاً من المحافظ بتبعية قطاعات اللواء 22 ميكا إلى طرف آخر ينشط في ملف تعز بشكل قوي وفاعل.
مؤخراً، ومنذ مواجهات الإصلاح وكتائب أبي العباس في الجبهة الشرقية، ظهرت القطاعات العسكرية في اللواء 22 ميكا وكأنها وحدات منفصلة عن محور تعز وعن المنطقة العسكرية الرابعة، وشكلت قياداتها استقلالية علنية عن التشكيل القيادي للمحافظة.
اللواء 22 ميكا يقوده العميد صادق سرحان، غادر اليمن قبل فترة دون أن يعود، في سفرية أشبه ما تكون بطرد مشابه لخروج الشيخ حمود المخلافي من تعز مطروداً بفيتو من التحالف، حسب المعلومات التي أعلنها المخلافي في أكثر من جلسة غير علنية، وسرحان كان أحد رفاق علي محسن الأحمر وقائداً للدفاع الجوي في الفرقة الأولى مدرع سابقاً.
يتشكل اللواء من هيكل فريد في بنيته، ومغايرا لكل التشكيلات العسكرية، حيث يتكون من قطاعات عسكرية يسيطر كل قطاع على منطقة جغرافية، ويتركز حضور اللواء وأطماعه في الجبهة الشرقية أولاً، وجبل صبر وجبل جرة وعصيفرة والقصر الجمهوري ومقر المحافظة، وصولاً إلى عصيفرة والزنوج والأربعين، في تمدد اختزل أهم جغرافيا مدينة تعز المحررة.
ويصل عدد قطاعات اللواء إلى 6 قطاعات وقوة احتياط وقيادة اللواء، وهذا التكوين بشمولية سيطرته يمكن اعتباره محورا عسكريا مستقلا حيث يتواجد القطاع الاول والثاني والثالث في المناطق الشرقية وصولا إلى القصر الجمهوري ويتواجد القطاعان الرابع والخامس في الجهة الشمالية الغربية من عصيفرة وجبل جرة والزنوج قرب بير باشا مدخل تعز الجنوبي.
ويستحوذ القطاع السادس على أهم مواقع تعز العسكرية أيضا موقع جبل العروس أعلى قمة جبلية في تعز تطل على كل المدينة، وصولا إلى الحوبان وبوابة تعز الشمالية من جهة محافظة إب، وإلى جانب القطاعات أيضا توجد قيادة الجبهة الشرقية التي تتشكل من القطاعات الأول والثاني والثالث والسادس ويقود هذه الجبهة العقيد يحيى الريمي، أحد قيادات إصلاح تعز التربوية المتخرج من معهد الجند حاضنة إخوان تعز واليمن سابقاً.
ويقود القطاع الأول التربوي أيضا العقيد توفيق عبد الملك الذي يتواجد حالياً في الخارج للدراسات العليا، وهو من أكثر القيادات الإخوانية تطرفاً، ويقود القطاع الثاني عملياً يحيى الريمي وشكلياً العقيد المغمور أحمد البعداني، في حين أسندت قيادة القطاع الثالث للعقيد وهيب الهوري تاجر الأقمشة السابق والتربوي الذي شكل بداية العمل المقاوم لواء العاصفة.
وكذلك يقود العقيد نبيل الرعيني القطاع الرابع في الجهة الشمالية، والعقيد عبد الحكيم الشجاع القطاع السادس الذي تولى قيادة الاعتداء على حراسة سكن المحافظ وكلاهما، الرعيني والشجاع، قادمان من القطاع التربوي لحزب الإصلاح، كما هو حال العقيد عبده حمود قائد عمليات اللواء 117 وغالبية من يشكلون قيادة جيش تعز الجديد.
وليس غريباً أن تعتمد هذه القطاعات شعارات خاصة بها منفصلة عن شعار اللواء 22 ميكا، لأن عملية بناء وتشكيل هذه القوة العسكرية تمت بعيداً عن ضوابط اللوائح والقوانين العسكرية المنظمة لعملية بناء الجيش الوطني رغم إعلان محور تعز إنهاء عملية دمج المقاومة في الجيش وفق تشكيل عسكري مهني.
ويمكن، بشكل صريح، اعتبار هذه القوة العسكرية في تعز، والمشكلة كقطاعات، جيش الدوحة الرئيسي في تعز، على اعتبار أن كل مقاتلي الإخوان في تعز يسبحون في ذات التيار تحت شعار مواجهة نفوذ الإمارات والسعودية والمؤتمر والحراك الجنوبي والتنظيم الناصري والسلفيين.. وهو شعار يجمع كل اليمنيين باستثناء الإصلاح.
لاينتظر قادة هذه القطاعات تعليمات قيادة المحور وإن كان هناك تنسيق وتبادل أدوار، بل حتى في إصدار المواقف تتجاوز بيانات هذه القطاعات موقف قيادة المحور مما يشكل إحراجاً كبيراً للواء خالد فاضل الذي ارتضى بقاءه في الهامش قراراً ونفوذاً، رغم محاولاته مؤخراً تشكيل لواء عسكري تحت قيادته عسى يمنحه ولو قليلاً من الحضور في معادلة القوة على الأرض.
ِ
تتحرك الدوحة في تعز كصاحب نفوذ قوي وبأدوات مكشوفة، وتحاول جاهدة إنجاح ما فشل في تنفيذه خالد فاضل ومستشاره الإصلاحي القوي سالم الذي غرق في تفاصيل العمل الرسمي رئيساً للجنة الرئاسية، وذلك من خلال استخدام القطاعات العسكرية الستة وقياداتها الإخوانية المتحررة من أي ارتباطات بالمنطقة الرابعة.
لن تمنح قطر محافظ تعز مساحة للعمل وإنجاز جدول مهمات خدمية وإعادة تطبيع الحياة في المحافظة، لأن أي نجاح للمحافظ يعني فشلاً للدوحة وأدواتها في تعز، ومن أجل تحقيق أجندتها ستكون تعز في قادم الأيام مسرحاً لتحركات قطرية متعددة من شأنها تأزيم الوضع وإفشال التسوية الموقعة أخيراً بين جميع الأطراف في تعز.
كما لن تتوقف استفزازات قطاعات قطر في تعز عند سكن المحافظ، بل ستمتد إلى جميع من تعتبرهم الدوحة وإخوان تعز ضمن دائرة المحافظ وتوجهاته من قوى سياسية واجتماعية وتشكيلات عسكرية، وحتى شخصيات وأفراد، لتكون بذلك دوحة الخير شراً ووبالاً على تعز.
لن ينتصر هادي للمحافظ، رغم مطالبته ذلك بشكل علني، وفي حال تحرك التحالف أو حتى أبدى موقفاً، سيتحرك هادي لتعيين محافظ آخر لتعز، وذاك هو تكتيك هادي في شبوة وعدن ولحج والضالع وسقطرى والمهرة سابقاً.. لذلك سيكون أمام المحافظ أمين محمود مهمة مرهقة وثقيلة، وعليه التفكير جدياً باستثمار علاقته بالتحالف لإعادة بناء وتقوية القوى المحلية السياسية والاجتماعية في المحافظة، لكي لايبقى مكشوف الظهر في مواجهة خصم متعدد الأوجه والأدوات.
المصدر نيوز يمن
لاتنسى مشاركة: مهمة المحافظ الثقيلة في تعز وسط قطاعات قطر العسكرية على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟