طه ميقاتي.. ملك الاتصالات بلبنان وإفريقيا
إذا أردت النجاح في مجال ريادة الأعمال، فاجعل لك هدفًا محددًا، وكن طموحًا للوصول إليه، مثلما فعل رجل الأعمال اللبناني طه ميقاتي، الذي بدأت رحلة كفاحه عقب تخرجه في الجامعة الأمريكية؛ حيث مضى قدمًا حتى أصبح أحد أباطرة الاتصالات والتنقيب عن البترول في الوطن العربي وربما العالم؛ حتى أطلقوا عليه لقب: ” ملك لبنان غير المُتوّج”، فكيف كانت قصة نجاحه؟
خارج الصندوق
ينحدر ميقاتي- الذي بعدم حبه لوسائل الإعلام- من أسرة طرابلسية أرستقراطية متوسطة، تسكن بمدينة طرابلس اللبنانية؛ حيث بدأت مسيرة الناجحة في عالم ريادة الأعمال، عقب تخرجه في كلية الهندسة من الجامعة الأمريكية ببيروت.
افتتح طه ميقاتي أول شركة له بمجال المقاولات بثمانينيات القرن الماضي في إمارة أبو ظبي، تحت اسم “شركة الإنشاءات العربية-ACC”. وتزامنًا مع ذلك، أندلعت الحرب اللبنانية، فتدمرت البنى التحتية للبلاد، وانقطعت الاتصالات بكامل لبنان؛ مادفع ميقاتي آنذاك إلى تدشين شركة اتصالات تحت اسم شركة ” إنفستكوم” كأول شركة اتصالات خاصة في الشرق الأوسط.
ومن خلال شركة الاتصالات، اشتري ميقاتي أطباقًا لاقطة خاصة بالاتصالات؛ إذ بدأ بشراء 50 طبقًا لأسرته وأصدقائه؛ ليكونوا على اتصال مع العالم الخارجي في ظل انقطاع الاتصالات بتكلفة بلغت 50 ألف دولار للطبق الواحد، فيما بلغت تكلفة دقيقة الاتصال الدولي آنذاك 10 دولارات؛ نظرًا لانقطاع الاتصالات؛ وبسبب التكلفة الباهظة لمعدات الاتصالات.
أول شبكة اتصالات
في تلك الأثناء، اقترح نجيب ميقاتي- شقيق طه- العمل بشكل احترافي في مجال الاتصالات، فطالب شقيقه بالسعي إلى توفير هواتف محمولة لجميع المواطنين في لبنان، على غرار الساعات.
وبالفعل بدأ الأَخَوَان في إنشاء أول شبكة اتصالات للهواتف المحمولة في لبنان، فاستوردا أحدث المعدات لبناء الشبكة في تسعينيات القرن الماضي؛ ليشيدوا بذلك شركة فرانس تليكوم، ثم انتقلت ملكية الشركة لاحقًا إلى الحكومة اللبنانية لينتقل بعدها طه ميقاتي لأسواق جديدة بمجالات واعدة.
ميقاتي يغزو إفريقيا
مع تنامي خبرة الشقيقين طه ونجيب بقطاع الاتصالات، عرض الأخير البدء في إنشاء شبكات اتصالات في عدة دول إفريقية، كانت بعيدة- في تلك الأثناء- عن مجالات الاتصالات، ويخشى رواد الأعمال من بدء أنشطتهم بها.
وبالفعل انتشرت شبكات الهاتف المحمول التابعة لشركة ميقاتي بدول السودان وغانا وليبيريا وغينيا وكوناكري وبيساو، بالإضافة إلى سوريا، لتصبح شركته الخاصة بالاتصالات واحدة من أكبر الشركات في إفريقيا.
توسع أفقي
توسع طه ميقاتي أفقيًا ليدشن عددًا من الشركات تعمل بمجالات التنقيب عن النفط، وأخرى لتصميم الأزياء، بالإضافة لعمله الأساسي بمجال الاتصالات.
مسؤولية اجتماعية
وعاد طه ميقاتي يُفكر بمدينته طرابلس، والتى تجاهلتها الحكومة اللبنانية؛ ليقوم بدوره من منطلق المسؤولية المجتمعية تجاه مدينته، فدشن جمعية حملت اسم جمعية العزم والسعادة الاجتماعية، تيمنًا بوالده عزمي ميقاتي ووالدته سعاد الغندور؛ حيث قامت الجمعية بمهام ترميم المدارس والمستشفيات والجامعات والمنشآت الحكومية، كما خصصت معاشات للأسر المحتاجة والأرامل.
كذلك، سعت الجمعية إلى توفير السلع الغذائية لسكان مدينة طرابلس، علاوة على توفير منح دراسية لطلاب المدينة، كما تم بناء محطة كهربائية لمدينة طرابلس قدمتها الجمعية كهدية، علاوة على إعادة رصف طرق المدينة وبناء خزانات مياه.
تنامي الدور الاجتماعي
ومع تنامي الدور الاجتماعي لمؤسسة ميقاتي بجناحيها نجيب وطه ميقاتي، اختير نجيب ميقاتي رئيسًا للحكومة اللبنانية مرتين ليواصل جهوده في تطوير لبنان من موقع حكومي هذه المرة وبدعم كامل من شقيقه طه ميقاتي.
وخلال رئاسة نجيب لرئاسة وزراء لبنان، اتبع سياسة:” فلتنأى لبنان بنفسها”، في ظل الصراعات التي دارت بالمنطقة آنذاك، ثم قدمّ استقالته ليعود لعشقه الأول “ريادة الأعمال”؛ ليكمل مسيرته مع شقيقه.
وفي عام 2018 ، احتل طه ميقاتي قائمة الأعلى ثروة في لبنان، بثروة بلغت 2.8 ملياري دولار، يليه أخوه نجيب رئيس الحكومة السابق بتأسيسهما شركة العقارات M1 Group .
الدروس المستفادة:
1- اعثر على الفكرة:
تعد الفكرة الأصيلة النواة الأولى لمشروع ريادة الأعمال الناجح، فكلما كانت الفكرة جديدة ومبتكرة، كُتب لها النجاح.
2-توسع أفقيًا:
على رائد الأعمال إذا أراد زيادة رأس مال مؤسسته، التوسع أفقيًا والعمل بأنشطة ومجالات متعددة.
3-المسؤولية الاجتماعية:
على رائد الأعمال أن لا يتناسى مسؤوليته الاجتماعية تجاه مدينته، وأن يبادر إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين بها؛ ما يعزز من صورته الذهنية لدى عملائه.
4-التعاون سر للنجاح:
احرص دائمًا- كرائد أعمال- على التعاون مع أشقائك الذين يشاركونك الشغف بريادة الأعمال، ومن ثم توزع المهام على الجميع؛ ما يؤدي لإنجاز أكبر قدر من الصفقات فى وقت قصير.
5-غزو الأسواق الخارجية:
لايجب أن يقتصر نشاط ريادة الأعمال على مساحة جغرافية محددة، بل يجب أن يملك رائد الأعمال الرؤية التي تُمكنه من التطور وغزو الأسواق الخارجية، وفقًا لحاجة تلك الأسواق.
لاتنسى مشاركة: طه ميقاتي.. ملك الاتصالات بلبنان وإفريقيا على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟