100 عام على انتفاضة المقاطرة

100 عام على انتفاضة المقاطرة
100 عام على انتفاضة المقاطرة

.

( 1440 - 1340 ) هجرية 

.

انتفاضة المقاطرة ضد الإمام  يحى حميد الدين استمرت عامين ( 1339 إلى 1340 هجرية ) صمدت فيها المقاطرة في وجه الحكم  الإمامي البغيض الذي لم  يرعي في شعبنا اليمني معروفا"  ، و أبناء المقاطرة جزء من هذا الشعب اليمني  ، مثلت بانتفاضتها تلك تأكيدا"  لوعيها الوطني المتقدم و المتجذر في وجدانها ضد الحكم  الكهنوتي الإمامي البغيض ،  والذي تشكلت ملامحه الأولى في مقارعة الأتراك ، في آواخر القرن التاسع عشر  ، وسجلت سبقا " ثوريا " رائدا " وقائدا "  في آن  ،في تاريح الحركة الوطنية والنضال الوطني ،  والحقت بالأتراك  شر هزيمة ،  وقضت على أسطورة المشير / مصطفى عاصم باشا ، ذي الشهرة العسكرية الواسعة  ، واجتثت فلول العمالة والخيانة والارتزاق من أعوان الاحتلال التركي من اليمنيين . 

حتى عرفت منطقة ( المقاطرة ) ب ( مقبرة الأتراك ) وذاع صيتها واشتهر في مقارعة الاحتلال التركي واستبداد الإمام يحى لها ، وتبدت ( قلعة المقاطرة ، وحصن  الثميدني ) أسبق في الصراع مع الأتراك من ( حصن شهاره ) الذي كان رمزا " للإمامة في دعوتاها السياسية أكان في نثبت الحكم أو في مواجهة  المحتل التركي !! 

    تمردت ( المقاطرة ) باكرا " على حكم الأئمة وتحديدا " بعد دحر الأتراك عن اليمن عقب الحرب العالمية الأولى 1918م واستتباب الأمر بعد دحرهم ( لآل حميد الدين ) !! 

     تمردت المقاطرة على حكم الإمامة بعد ذلك بسنوات قلائل ، مما دفع السلطة الإمامية في العام ( 1922 م ) إلى ارسال قوى عسكرية ضخمة لإخماد تمرد ( أبناء المقاطرة  ) ، والتي جرعته الخسائر الفادحة والهزائم النكراء  .

     وقد استمر تربص الكهنوتية ب ( المقاطرة ) لسنوات عديدة  ، فشنت عليها وعلى أبناءها حملات شعواء ، هدفها التأليب والتأديب وابجاد المبررات لضرب المنطقة واضفاء المشروعيات  لاعتداءاتها المستميتة عليها ، فادعت على أهلها بتعطيل الشرائع والأحكام و بالتهاون في أمور الدين  إلى المروق عنه ، وتنصرهم ولحاقهم بالمستعمر الأجنبي تبعية وارتهانا وعدالة وارتزاقا"   ، إلى آخر مآ هنالك من دعاوى ما أنزل الله بها من سلطان !!

 وفي العام  ( 1339 هجرية  ) جهز الإمام جيوشه وانطلق بها عماله وقاداته إلى ( يفرس ) ، ومنها إلى ( الأكاحلة ) والتي استمات عليها أهلها ، وكانوا أهل نزال وشجاعة ومراس ودربة في الحروب ، واستطاعت قوى  الإمامة تطويقها من محورين ( الشرق والغرب ) وباستخدام المدافع والضرب المكثف سقطت  ( الأكاخلة ) في أيديهم  .

      واستمرت جحافل  الجيش الإمامي في تقدمها نحو ( قلعة المقاطرة ) وما بعدها  وتوزعت  مجاميعة في  ( الشرف وهيحة العبد ) والأخكوم وحدود الأشبوط  ، و بدأ  الزحف نحو العزلة الشرقية  ( الزعيمة ) و ( المدجرة ) و ( الأشبوط ) و ( الزعازع ) ، ومن حدود الأشبوط قصفت المدفعية على أهلها حتى سلموا واستسلموا ،

  ثم تقدم الجيش الإمامي نحو آخر المعاقل  ( الزعازع والزعيمة وغيرهما ) وأسقطها بعد قتال شديد وصراع مرير ،  استمر حتى آواخر العام 

 ( 1339 هجرية ) ، وفي مطلع العام 

 ( 1340 هجرية ) أطبق الحصار على ( قلعة المقاطرة وحصن الثميدني ) ، و صمدت في وجه الحصار ، واستدعت السلطات الإمامية المزيد من الجيوش والقوات ، مزودة بالمدفعية لتسقط 

 ( قلعة المقاطرة  ) في آواخر العام ( 1340 هجرية ) بعد معارك ضارية لم تشهد الحروب اليمتية مثلها من قبل  .

     مائة عام من انتفاضة  ( المقاطرة ) البطلة ، التي مثلت باكورة للنضال والانعتاق من نير الاحتلال التركي قبلا "  ، ومن ربقة الظلم والطغيان الإمامي الكهنوتي البغيض  لاحقا " ، 

 قدم  فيها أبناؤها نماذج سباقة في الفداء والتضحية والمقاومة والبطولة والتحرير .

    مائة عام مرت على تاريخ لم يكتب  بعد   ، وبعض صفحات وردت هنا أو هناك لاتغني عن كتابته  ، وما أحوجنا اليوم لمطالعة تاريخ الثورة والنضال اليمنيين  ؛ لنستلتهم وحيها وروحها  والتجربة  ، ونستوعب دروس الماضي ونتجاوز حالات الاستلاب والوهن الراهن لنعانق صبحات فجر ندي. 

---------------------------

كتب / رامز ناصر المقطري .

---------------------------

لاتنسى مشاركة: 100 عام على انتفاضة المقاطرة على الشبكات الاجتماعية.