الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يصل إلى الجزائر وسط مخاوف من تصاعد الاحتجاجات ضده
عاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى بلاده الأحد بعد قضاء أسبوعين في مستشفى سويسري "لإجراء فحوص طبية روتينية"، بحسب الرئاسة الجزائرية.
وكان بوتفليقة، البالغ من العمر 82 عاما، سافر إلى جنيف في 24 فبراير/شباط بعد يومين من خروج عشرات الآلاف من الجزائريين في مظاهرات احتجاج ضد ترشحه لولاية رئاسية خامسة.
وقد أكدت الرئاسة الجزائرية تقارير تداولها الإعلام المحلي عن نزول طائرة الرئيس في مطار بوفاريك العسكري، غربي العاصمة الجزائرية.
ويقول بسام بونني مراسل بي بي سي لشؤون شمال أفريقيا إن تعزيزات أمنية نشرت في محيط المطار، في الوقت الذي تشهد فيه عدة مدن جزائرية توقفا للعمل، بما في ذلك فروع لشركة سوناطراك التي تدير الموارد النفطية للبلاد، بعد دعوات للإضراب لخمسة أيام.
يأتي ذلك وسط مخاوف من تصاعد الاحتجاجات التي تطالبه بالتنحي، ودعوات من قبل حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم إلى جميع الأطراف السياسية للعمل معاً لإنهاء الأزمة.
وكانت طائرة خاصة تابعة للرئاسة الجزائرية وصلت صباح اليوم في مطاركوانترين في جنيف وسط تواجد كثيف للشرطة.
وقالت مراسلة بي بي سي في جنيف إيموجين فولكز إن التوقعات تشير إلى أن بوتفليقة غادر مستشفى جامعة جنيف حيث أمضى الأسبوعين الأخيرين بعد تدهور وضعه الصحي، عائداً إلى الجزائر لاحقاً بعد ظهر الأحد.
أصيب الرئيس الجزائري بجلطة دماغية عام 2013
ويواجه بوتفليقة الذي يسعى إلى تمديد مدة رئاسته للمرة الخامسة في الانتخابات القادمة في أبريل/ نيسان، مظاهرات حاشدة في تهديد يعد أكبر ما واجهه خلال 20 عاماً من تربعه على سدة الرئاسة في الجزائر.
وذكرت وكالة رويترز أن الطائرة التي حطت اليوم في مطار جنيف هي نفسها التي نقلته سابقاً من الجزائر إلى جنيف لتلقي العلاج في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي. ولكن لم يرصد أي تواجد فوري لسيارة إسعاف أو حرس مرافقة على الدراجات النارية.
ومنذ أن أصيب الرئيس بوتفليقة البالغ من العمر 82 عاماً بجلطة دماغية عام 2013 لم يظهر بشكل علني عام إلا نادرا.
وتدخل المظاهرات التي يشارك بها عشرات الآلاف من جميع الشرائح الاجتماعية في الجزائر أسبوعها الثالث، تنديداً بترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للرئاسة سعياً إلى ولاية خامسة له خلال الانتخابات المقررة في الثامن عشر من الشهر المقبل.
ويطالب المتظاهرون الرئيس الذي شارك في حرب استقلال الجزائر بين عامي 1954 - 1962، بالتنحي عن منصبه، لكنه رغم اعتلال صحته قدم أوراق ترشحه في الانتخابات عبر حملته الانتخابية. ولم يبد الجزائريون أي إشارة على التراجع عن مطالبهم بتنحي بوتفليقة، رغم تأكيد من الرئيس الجزائري بتقييد فترة ولايته إذا فاز في الانتخابات.
وقال تلفزيون النهار التابع للحكومة الجزائرية إن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر دعا جميع الأطراف السياسية اليوم إلى العمل معا لإنهاء الأزمة. وأضاف أن الحزب يريد أيضا المصالحة الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار الجزائر.
وخرج مئات الطلاب إلى الشوارع مرددين هتافات تقول "بوتفليقة، لن تكون هناك عهدة خامسة"، وأغلقت العديد من المتاجر في الجزائر العاصمة.
ولم تقتصر المشاركة في الاحتجاجات على الشبان الغاضبين من قلة فرص العمل والبطالة والفساد واحتكار نخبة من كبار السن للسلطة، وإنما شملت أيضاً جزائريين أكبر سناً من الذين شهدوا ويلات الحرب الأهلية في تسعينات القرن الماضي، واضطروا لتحمل التضييق الأمني ضد المعارضين مقابل الاستقرار.
وعلى مدى سنوات، تتردد شائعات بخصوص خلفاء محتملين لبوتفليقة، لكن لم تظهرحتى الآن شخصية جديرة وتحظى بدعم الجيش والنخبة والشخصيات المؤثرة في البلاد، وليست في السبعينيات أو الثمانينيات من العمر.
ولم يغادر الجيش الجزائري ثكناته خلال المظاهرات، في حين استقالت العديد من الشخصيات العامة، ومن ضمن ذلك أعضاء في الحزب الحاكم ونواب في البرلمان للانضمام للاحتجاجات ضد نظام سياسي يهيمن عليه المحاربون القدامى منذ استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962.
وكان التلفزيون الحكومي ذكر أن قوات الأمن اعتقلت 195 شخصاً بسبب ارتكابهم مخالفات مثل السلب والنهب.
لاتنسى مشاركة: الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يصل إلى الجزائر وسط مخاوف من تصاعد الاحتجاجات ضده على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟