معاناة ابناء تعز ؟!                    بعض آثار الانقلاب المشؤوم .!

معاناة ابناء تعز ؟!                    بعض آثار الانقلاب المشؤوم .!
تغز تنزف
معاناة ابناء تعز ؟!                    بعض آثار الانقلاب المشؤوم .!

 

 في تعز لا تجد شجرا أو حجرا ناهيك عن البشر إلا ومسه الضرر و الكثير من  الدمار  ، ولم يسجل التاريخ الحديث دمارا كدمار هذه المدينة ..

 ومع أنها مازالت قوية وتقاوم لكن جولة سريعة في شوارعها او  زيارة خاطفة لمؤسساتها ؛ تنبئك أن حقدا أسود انصب عليها ولازال " .. 

فبالاضافة إلى المعاناة من القصف والقنص والحصار ومآسي الالغام .. 

فإن الانسان كان المستهدف الأول من الدمار ، فتدمير القوة البشرية بالقتل أو الجرح والذي يخلف في الغالب جرحى ومعاقين هو تدمير للقوة البشرية للمجتمع ، وتدمير للقدرات البشرية التي تعد المرجح الاساسي في معادلة التنمية ..

خلال الهجمة الهمجية على تعز اختفت في المدينة المؤسسات الخدمية وتدمرت قدراتها ، فالمياه متوقفة ، والكهرباء منعدمة ، والصرف الصحي يعاني الكثير ، ناهيك عن الجامعة ومؤسسات التعليم ، وكل ذلك بفعل الحرب الظالمة التي يشنها الانقلاب الاسود على المدينة .. 

خلفت الحرب الظالمة التي تدخل عامها الخامس  ركاما من المباني تلحظه بشكل أكثر في الجحملية وحوض الاشراف _ وإلى حد ما  في الحصب والمرور _ وما يتفرع منهما أدى إلى شل الحركة بشكل كامل في هذه المناطق ، وتشريد الكثير من الاسر التي كانت تسكن في العمارات والشوارع المدمرة ، واغلاق العديد من المحلات التجارية والشركات والمؤسسات .. 

يقول اللواء خصروف : "  جرائم الحوثي عناوين لما وصل إليه من انهيار نفسي ومعنوي وانحطاط اخلاقي قيمي .... ليل الحوثي في آخر مراحل انحساره .. " .

 كل هذه الجرائم المروعة و الممنهجة وما تخلفه من مآسي وأضرار  إلا ان الاكثر خطورة هو آثار الانقلاب المدمرة ..

 لم تكن الآثار المترتبة على الانقلاب الكهنوتي الحوثي كأي انقلاب يحدث في أي بلد من بلاد العالم ، ذلك لأن الانقلابات التي عرفها العالم ، تأتي من قبل مجموعة أو حزب يدفعه إلى الانقلاب طموحه في الحكم و السلطة .

   بينما المشروع الظلامي للكهنوت يرى أن الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر سلبت منهم الحكم ، و ليس للشعب و لا من حقه فعل ذلك . 

   فلنلقِ نظرات سريعة جدا إلى بعض الآثار السلبية التي أتى بها الانقلاب :

   1) الآثار السياسية :

    يرى أصحاب المشروع الإمامي الكهنوتي أن الحكم و السلطة ليس للشعب فيها أدنى حق ، و إنما هي محصورة - كذبا و زورا - بآل البيت ، فهي حق إلهي مخصوص بهم لا يجوز أبدا أن ينازعهم فيه أحد ، مهما كان مستوى علم و كفاءة و صلاح و خيرية أي إنسان . 

   و يزعمون كذبا و بهتانا أن الله قرر أن يكون الحكم بيدهم إلى يوم القيامة و هو ما يسمى الحق الإلهي . 

    و هو نفس ما كان يدعيه بابوات الكنيسة لمن يرتضونهم من الأباطرة و الملوك ، و نفس ما كان يزعمه الفرس من أن ملوكهم الأكاسرة لهم صلة نسب بالآلهة .

   2) الآثار الثقافية  :

    منذ أن وصل يحيى بن الحسين الملقب بالهادي إلى صعدة سنة  284 هجرية ، فقد راح يضع نظريته السياسية في الحكم ، و بالتالي أخضع الفكر و الثقافة لخدمة النظرية السياسية التي ترسخ في الثقافة أحقية آل البيت في الحكم فقط .

   و قد جاء إلى اليمن و هو يتبنى المذهب الزيدي ، لكنه ما إن استقر حتى بدأ يخالف الإمام زيد و أنشأ مذهب الهادي ، المعروف بالمذهب الهادوي .

   3) الآثار العقدية :

   يرون أنهم يتميزون على سائر المسلمين بالأفضلية ، بسبب النسب ، و هم في ذلك يخالفون صريح القرآن الكريم : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) غير أنهم يدعون لأنفسهم أفضلية و لو بدون عمل .

   حتى إنهم لينظرون إلى سائر اليمنيين على أنهم كفار تأويل، و لأحد أئمتهم كتاب  بعنوان :( إرشاد السامع إلى جواز نهب مال الشوافع ) .!

   مع أن المسلمين تتكافأ دماؤهم ، و كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه ، و هو ما بينه الكتاب و السنة .. 

   4) الآثار الاجتماعية :

    يسعى الانقلاب الكهنوتي إلى إعادة المجتمع اليمني إلى طبقات ، يكون على قمة تلك الطبقات السلالة الحاكمة ، أي المنتسبون لآل البيت .. مع العلم أنه على مستوى العالم الإسلامي هناك من ادعى كذبا انتسابه إلى آل البيت .. 

   قسم الحكم الإمامي قبل سبتمبر المجتمع إلى سادة و هم السلالة ، ثم مسميات لطبقات بعضها فوق بعض ، و يتفاخر بعضها على بعض ، تقسيما ما أنزل الله به من سلطان ..

عقيد / عبدالباسط البحر 

 

لاتنسى مشاركة: معاناة ابناء تعز ؟!                    بعض آثار الانقلاب المشؤوم .! على الشبكات الاجتماعية.