التهابات الأمعاء المزمنة .. أنواعها وطرق علاجها

التهابات الأمعاء المزمنة .. أنواعها وطرق علاجها
التهابات الامعاء
التهابات الأمعاء المزمنة .. أنواعها وطرق علاجها

برلين– تعد تقلصات البطن والإسهال من الأعراض الشائعة، التي تصيب الجميع، بعد تناول وجبة دسمة أو طعام فاسد مثلاً. وغالباً ما تتلاشى هذه الأعراض من تلقاء نفسها بعد فترة قصيرة. ولكن في حال المعاناة من تقلصات شديدة أو على مدار فترة طويلة، فينبغي حينئذ استشارة الطبيب؛ لأنها قد تكون مؤشراً على أحد التهابات الأمعاء المزمنة، مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي.

وقالت البروفيسور بريتا زيغموند، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى شاريتيه بالعاصمة الألمانية برلين، إن التهابات الأمعاء المزمنة عادةً ما تحدث لأول مرة في مرحلة المراهقة وسن الشباب. كما أنها قد تصيب الأطفال في سن مبكرة، ولكنها نادراً ما تصيب كبار السن فوق 50 سنة.

وأضافت زيغموند أن أكثر التهابات القولون المزمنة شيوعاً هي التهاب القولون التقرحي وداء كرون، موضحة أن التهاب القولون التقرحي هو التهاب مزمن للقولون يتسبب في إسهال دموي مخاطي شديد، أما داء كرون فيمكن أن يصيب أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي بدءاً من المريء إلى المستقيم.

نوبات شديدة

وأردفت زيغموند أن الإسهال لا يكون دائماً هو العرض الرئيسي؛ ففي بعض الأحيان تكون الأعراض عامة، مثل الشعور بإعياء عام أو حمى أو الشعور بألم، مشيرة إلى أن المتاعب تحدث في صورة نوبات شديدة تعيق المريض عن ممارسة حياته بشكل طبيعي، تتبعها فترات خالية من المتاعب.

وعلى الرغم من أنه لا يمكن الشفاء من التهابات القولون المزمنة، إلا أن البروفيسور الألمانية زيغموند أكدت أنه يمكن مساعدة المريض على أن ينعم بحياة طبيعية نسبياً من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب.

عقاقير وجراحة

وعن كيفية العلاج، أوضح اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي الألماني فولفغانغ كرويس أن العقاقير المستخدمة في العلاج تختلف وفقاً للمتاعب وللحالة، مشيرا إلى أنه يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي، إذا تسببت الالتهابات المستمرة في نشوء ندبات أو نواسير أو ضيق في القولون.

ويحتاج أكثر من نصف مرضى داء كرون إلى إجراء عملية جراحية واحدة على الأقل خلال المرض، أما مرضى التهاب القولون التقرحي فلديهم فرص أفضل؛ حيث يحتاج أقل من 20 % منهم إلى التدخل الجراحي.

وأضاف كرويس أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى مسببات الإصابة بأمراض التهابات القولون المزمنة بشكل واضح، ولكن يبدو أن تغير الظروف المعيشية يلعب دوراً في ذلك، بالإضافة إلى العوامل الوراثية.

كما أنه لا يمكن تجنب المرض، بالإضافة إلى أنه ليس من المعروف ما إذا كان هناك أسلوب حياة معين يؤثر بالسلب أو الإيجاب على مسار المرض، باستثناء وحيد، ألا وهو ضرورة الإقلاع عن التدخين فوراً عند الإصابة بداء كرون.

أسلوب حياة صحي

وللتمتع بمرحلة خالية من المتاعب، يوصي اختصاصي الجهاز الهضمي كرويس بإتباع أسلوب حياة صحي للغاية، والذي يقوم على ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء والتغذية الصحية.

وعلى الرغم من عدم وجود أي دليل على أن التغذية غير الصحية قد تتسبب في حدوث انتكاسة أو أن اتباع نظام غذائي صحي معين يحول دونها، إلا أن عالمة التغذية الألمانية غودرون بيلر ناغل أشارت إلى أهمية المشورة الغذائية للمرضى، مؤكدة أن التغذية الصحية في المرحلة الخالية من المتاعب تعني الحياة بشكل أفضل.

وأوصت ناغل بتناول الأطباق التقليدية والطبيعية، التي لا يتطلب تحضيرها مجهوداً كبيراً. وبشكل أساسي ينبغي أن يتناول المريض ما يطيب له مذاقه، ولكن مع تجنب الوجبات الجاهزة والأطعمة التي خضعت لعمليات تصنيع شديدة. -(د ب أ)

 

لاتنسى مشاركة: التهابات الأمعاء المزمنة .. أنواعها وطرق علاجها على الشبكات الاجتماعية.