صراع الاحنحة في مليشيات الحوثي : ازاحة الحامد ام تصفية السامعي
بعد أيام من نشر غسيل فساد مليشيا الحوثي، دخل الصراع بين الجناحين المتصارعين على النفوذ، مرحلة جديدة، قد تمهد لإزاحة رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، من موقعه، لصالح رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي.
ففي مسعى من زعيم المليشيا لاحتواء الصراع، وجّه بتعيين عمه عبد الكريم الحوثي، وهو صاحب السلطة الفعلية في العاصمة اليمنية المحتلة من المليشيا، ما يسمى وزيراً للداخلية، بعد صراع طويل على النفوذ مع جناح مكتب قائد المليشيا، الذي يمثله المشاط، والجناح الآخر للجنة الثورية، وعليه، فقد انحصر الصراع مرحلياً بين جناحي المشاط ومحمد علي الحوثي، خاصة بعد تصعيد الأخير إلى عضوية المجلس السياسي الأعلى، الإطار الشكلي لحكم مناطق سيطرة المليشيا.
ولأن الخطوة اعتبرت في نظر الكثير ممهدة لإزاحة المشاط، الذي يمثل واحداً من العساكر المطيعين لزعيم المليشيا، إلا أنه لا ينتمي لأسرة الحوثي، فقد خرج عضو المجلس السياسي سلطان السامعي، ليكشف عن جزء من فساد هذا الجناح، بإيراد تفاصيل ما يستحوذ عليه أحمد حامد (أبو محفوظ )، من أموال ونفوذ، من خلال موقعه كمدير لمكتب ما يسمى رئاسة الجمهورية، وهي الفضائح التي توقع الكثيرون أن تؤدي إلى إزاحة حامد من موقعه، أو تصفية السامعي، استناداً إلى سجل دموي حافل عرفت بهذه المليشيا منذ ظهورها.
إزاحة
ولأن اليمنيين يعرفون أن قادة في هذه المليشيا قد تم إزاحتهم بأمر من زعيمها، واختفوا عن المشهد السياسي تماماً، مثل علي ناصر قرشة وصالح هبرة وَعَبَد الله الرزامي، فإن ظهور محمد علي الحوثي وترؤسه اجتماعاً لحكومتهم، التي لا يعترف بها أحد، يشكل، وفق متابعين، أولى خطوات إزاحة المشاط من موقع رئاسة المجلس السياسي الأعلى، الذي تشكل عقب عام من بداية العمليات العسكرية لتحالف دعم الشرعية، على أنقاض اللجنة الثورية التي كانت الواجهة السياسية للانقلابين على الشرعية.
وإذا تؤكد مصادر سياسية أن زعيم المليشيا يحتفظ لنفسه بخيوط اللعبة كاملة، إلا أن وجود ثلاثة أجنحة تتصارع على النفوذ والأموال، قد انعكس على مواقف المليشيا من استمرار الحرب والالتزام باتفاقات السلام، إذ إن المتحدث الرسمي باسم هذه المليشيا، ومعه مقرب من زعيمها، يمسكان بملف العلاقات الخارجية ومحادثات السلام، كما يديران شبكة إعلامية تضم ثلاث محطات فضائية، ومحطات إذاعية محلية، ومواقع إخبارية، ومكاتب خدمات إعلامية، تحتكر حقوق البث من مناطق سيطرتهم، وتقدم الخدمات لعدد من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الإقليمية والدولية، وتدار من الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية.
علاقة
وبالمقابل، فإن رئيس ما تسمى اللجنة الثورية، يدير علاقة سياسية تضم مجموعة غير ملتزمة أيدلوجياً لزعيم المليشيا، ويحتفظ حصراً بالعلاقات مع شيوخ وزعماء القبائل في مناطق سيطرة المليشيا، وأخرى مع بعض الأحزاب الصغيرة التي تدور في فلك الانقلاب، ويمثل الواجهة الشعبية التي تحشد المقاتلين إلى الجبهات، وكان يقدم نفسه كمرجعية سياسية في اتخاذ القرارات المهمة، مثل اقتراح هدنة أو الدعوة لتظاهرات، قبل أن يمتد نفوذه إلى التعيينات وإدارة شؤون المحافظات.
وعلى خلاف ذلك، يحتفظ عبد الكريم الحوثي، الذي يشغل حالياً، ما يسمى وزير الداخلية بالجهاز الأمني الخاص بالمليشيا، ويستمد نفوذه من كونه عماً لزعيم المليشيا، ولأنه أحد مؤسسي هذا الجهاز، وكان من أوائل من ارتبطوا بجماعة حزب الله الإرهابية في لبنان، وبكونه من المتشددين للفكر الأمامي، والمتحمسين لنقل التجربة الإيرانية لتطبيقها في اليمن.
لاتنسى مشاركة: صراع الاحنحة في مليشيات الحوثي : ازاحة الحامد ام تصفية السامعي على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟