هل نعاني من الإمساك دون أن ندري؟
يقول باحثون إن ثمة اختلافا في الرأي بين الأطباء والجمهور حول أعراض الإمساك، مما يفوت على بعض من الذين يعانون من هذه الحالة فرصة الحصول على النصح والعلاج اللازمين.
فقد خلصت دراسة إلى أنه بينما يؤمن الأطباء بأن تباعد فترات التبرز يشكل علامة مهمة لوجود خلل أو مرض، لا يؤمن بذلك الا أقل من ثلث العامة.
وقال فريق البحث الذي أعد الدراسة - وهو من كلية كينغز كوليج في العاصمة البريطانية لندن - إن ثمة حاجة ماسة لوضع تعريف جديد للإمساك، تعريف يعتمد على التجارب التي يمر بها المرضى.
وقالت منظمة Guts UK الخيرية المعنية بهذه الأمور، "هذا يعني أن النقاش حول موضوع الغائط والتغوط لم يعد محرما."
يذكر أن الإمساك حالة واسعة الانتشار جدا، إذ يعاني منه واحد من كل سبعة أشخاص ليست لديهم أي مشاكل صحية أخرى.
.
وغني عن القول إن الإمساك يعني الصعوبة في التغوط، ولكن الطرق المتبعة في تشخيصه تختلف اختلافا واسعا.
ويقول الباحثون إن قائمة مجموعات الأعراض أدناه قد تساعد في بلورة تعريف جديد للإمساك:
شعور بضيق وألم وانتفاخ في البطن، وأن الملابس اصبحت أضيق مما كانت عليهشعور بضيق في منطقة المستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة)، نزيف نتيجة الدفع بشدة، وألم وحرقة في منطقة الشرجتباعد فترات التبرز وبراز صلب جدا، مع العلم أن التبرز الطبيعي يتراوح بين ثلاثة مرات في اليوم إلى ثلاثة مرات في الأسبوعخلل في الحس والادراك - كغياب الإرادة للتبرز أو الشعور بأن عملية التبرز لم تكن كاملة بعد الذهاب إلى المرحاضانتفاخ في البطن وخروج غازات ذات رائحة كريهة وصوت عالفقدان السيطرة على الشرج ونضوح البراز لا اراديا، أو نزيف من الشرج؟
شمل بحث كينغز كوليج 2557 من الجمهور و411 طبيبا عاما و365 من أخصائيي أمراض الجهاز الهضمي.
وتوصل فريق البحوث إلى إن الأعراض التي تراها غالبية الناس على أنها أعراض للإمساك ليست مدرجة في أي من معايير التشخيص المعتمدة رسميا.
ومن هذه الأعراض:
قضاء وقت طويل في المرحاض دون التمكن من التبرزالضغط والإجهاد أثناء التبرزالحاجة إلى استخدام العقاقير المليّنة
وبينما يظهر معظم الذين يقولون إنهم يعانون من الإمساك اعراضا تتوافق مع المعايير الرسمية، لم يتعرف ثلث المصابين "الأصحاء" على اعراض الإمساك التي يعانون منها ابدا.
كما كشف البحث أن الأطباء والعامة غير متفقين على الظواهر والأعراض التي ينبغي رصدها وتتبعها.
فالأطباء يولون تباعد فترات التبرز أهمية خاصة باعتبارها عرضا من أعراض الإمساك، لكن نصف العامة فقط من الذين يقولون إنهم مصابون بالإمساك عانوا من هذا العرض.
قالت رئيسة فريق البحوث، الدكتورة إيريني ديميدي، التي تعمل في كينغز كوليج، "قد يشير البحث الذي أجريناه إلى أن أولئك الذين يطلبون المساعدة لعلاج أعراض الإمساك التي يعانون منها لا يحصلون في كل الحالات على التشخيص والعلاج اللازمين."
وأضافت الدكتورة ديميدي إن غياب الأطعمة الليفية والسوائل من الغذاء هو السبب الرئيسي للإمساك، ولكن الإمساك قد يكون عرضا لأمراض أخرى كسرطان الأمعاء الغليظة أو داء الرتوج (انفتاق الغشاء المخاطي للأمعاء) أو الداء الزلاقي (مرض يصيب الجهاز الهضمي كرد فعل على التعرض لمادة الجلوتين الموجودة في الخبز).
وقالت ديميدي إنه "من المهم دائما أن تستشير الطبيب اذا لاحظت وجود أي اعراض معوية."
وماذا عن الخبراء الآخرين؟
تقول جولي هارينغتون، التي تعمل مع جمعية Guts UK الخيرية، إن الاستماع لما يقوله المرضى عن الإمساك أمر مهم جدا.
وتضيف "فالمرضى هم الخبراء نتيجة التجربة، وعندما يتفقون مع الاخصائيين تكون تلك غاية المراد."
وتقول إن ثمة أشكال مختلفة للإمساك، وان الذين يعانون منه يظهرون اعراضا مختلفة.
وتوضح "أن تشخيص مشاكل الأمعاء أقل ترجيحا من تشخيص أمراض أجهزة الجسم الأخرى، لأن الذين يعانون منها ينتظرون عادة من 6 إلى 12 شهرا قبل مراجعة الطبيب وذلك مرده الخوف والاحراج."
وتضيف "يجب أن تكون على اتصال وثيق بجسمك."
ما هي وتيرة التبرز المثالية؟
من الصعب الإجابة على هذا السؤال، فالوتيرة تختلف اختلافا كبيرا بين شخص وآخر.
ولكن البحث أظهر أن المعدل بين غير المصابين بالإمساك يبلغ سبع عمليات تبرز في الأسبوع الواحد.
إلا أن خبراء يقولون إن الوتيرة الطبيعية تتراوح بين ثلاث عمليات تبرز في اليوم وثلاث في الأسبوع.
ولذا من الضروري أن يتعرف المرء على ما هو طبيعي بالنسبة له، ومن ثم الانتباه إلى أي تغيير قد يحصل.
ما هي خيارات العلاج؟
حسب الارشادات التي أصدرتها خدمة الضمان الصحي في بريطانيا فإن معظم الناس بامكانهم التعرف على الحالة بأنفسهم ويحاولون التصدي لها بزيادة تناول الأطعمة المحتوية على الألياف والإكثار من شرب السوائل.
ومن الأغذية الغنية بالألياف الخبز الأسمر والمعكرونة السمراء والفواكه والمكسرات والحبوب والبقول.
ومن الأمور التي قد تساعد في التخلص من الإمساك ممارسة الرياضة وتناول الوجبات بانتظام.
واذا أخفقت كل هذه الاجراءات، يمكنك اللجوء إلى تناول الأدوية الملينة.
ولكنه من الضروري مراجعة الطبيب إذا استمرت المشكلة واذا كانت هناك أعراض أخرى
لاتنسى مشاركة: هل نعاني من الإمساك دون أن ندري؟ على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟