أم حسن...تصارع الحياة لتسد رمق صغارها

أم حسن...تصارع الحياة لتسد رمق صغارها
أم حسن...تصارع الحياة لتسد رمق صغارها

هيك..."، بهذه الكلمات تبدأ أم حسن المرأة الأربعينية حديثها بعد أن أجهشت بالبكاء, وفي قلبها آلاف الآهات والزفرات الحبيسة.

12 عاماً قضتها أم حسن برفقة زوجها في مدينة الرقة السورية, إلى أن اشتد مرض زوجها واشتد الخناق أكثر فأكثر على مدينتهم, فطلبوا الخروج للعلاج ولكن مُنعوا من قبل تنظيم الدولة إلى أن وافت زوجها المنية وبقيت برفقة صغارها الأربعة الذي لم يبلغوا سن الحلم بعد.

حين بدء أهالي الرقة بالنزوح والهرب من جحيم القصف قررت أم حسن الذهاب إلى أهلها الذين هم في الأصل من مدينة صوران في ريف حماة الشمالي، ولكن بعد أن احتلتها ميليشيات الأسد نزحت أم حسن مع صغارها إلى جناة الصوارنة في ريف حماة الشرقي.

تحدثنا أم حسن عن رحلة الهرب قائلة " ضلينا شهر كامل نمشي عالطريق, عانينا كثير حتى إنه أبني المصاب بالربو أختنق معي عالطريق, كانت رحلة مخيفة لأنه الأفاعي والعقارب حوالينا"، وتكمل أم حسن سرد معاناتها " بعد أن وصلت لريف حماة ما لقيت حدى من أهلي, وبعد ما سألت عنهم عرفت أنهم نازحين في إدلب, فتوسلت لأهل الخير اللي وصلوني بعدة سيارات لإدلب".

وبعد معاناة وصلت أم حسن لأهلها لتجدهم في إحدى مخيمات ريف معرة النعمان الشرقي، بعد أن نزحوا من ريف حماة الشرقي, حيث لم يبق منهم سوى أخيها الذي لم يتزوج بعد بالرغم من أنه تجاوز الثلاثين عاماً بعد أن أثقلت كاهله مسؤولياته تجاه عائلة أخويه الذين توفي أحدهم وقتل النظام الآخر برفقة زوجته.

وجدت أم حسن حال أهلها يرثى له, لتجد نفسها قد أضافت لأخيها المسؤول عن عشرة أيتام أربعة أيتام آخرين، طرقت أم حسن أبواب المنظمات التي تدعي الإنسانية دون جدوى, مما اضطرها لمد يدها للعون من أهالي المدينة القريبة وأصحاب السيارات المارة برفقة ابنها حسن والبالغ من العمر 9 أعوام بالإضافة إلى ولدها المصاب بالربو، بعد أن ضاقت بها الحياة بكل مافيها في سبيل إطعام صغارها، وقد غفلت عنها كما غفلت عن آلاف العائلات أعين المنظمات الإنسانية والداعمين.

قصة أم حسن واحدة من آلاف القصص التي تحمل بين طياتها عذابات أهالي مدينة الرقة المحتلة, وأنات ريف حماة الشمالي الذي مازال قسم منه يرزح تحت نير الاحتلال الأسدي, وأخيراً ريف حماة الشرقي الذي هُجر أهله وتاهوا في ظل شح الدعم الإغاثي والإنساني.

 

لاتنسى مشاركة: أم حسن...تصارع الحياة لتسد رمق صغارها على الشبكات الاجتماعية.

المصدر : شبكة شام