اقبال متزايد على تطبيقات "التجسس" عبر الهاتف
قالت ايمي إن الأمر برمته بدأ عندما اكتشفت أن زوجها يعرف معلومات خاصة عن صديقاتها، كمعرفته عن ابن رفيقتها سارة وهي أمور خاصة لا يجب أن يكون يعرف عنها.
وقالت" إذا سألته من أين عرفت هذه المعلومات، يقول إنني ذكرت له هذه المعلومات ويتهمني أنني نسيت ذلك".
وايمى - هو اسم مستعار لها - بدأت تسأل كيف له أين يعرف
مع تكرار هذه الأحداث على مدى اشهر تحوّل زواجي الفاشل إلى كابوس، بعد بعد رحلة العائلة في عيد
خلال الأجازة، تقول أيمى "أعطانى زوجي هاتفه ليريني صورة له في المزرعة وخلال لحظات رأيت إشعارا يظهر على شاشة هاتفه عنوانه "التقرير اليومي لجهاز الكمبيوتر الخاص بايمى جاهز للعرض".
وتضيف "توقفت أنفاسي لدقيقة، وتظاهرت أنني احتاج للذهاب لدورة المياه، وأننى لم أر شيئا ثم ذهبت للمكتبة العامة لاستخدام جهاز الكمبيوتر هناك للبحث عن برامج التجسس".
و"ستوك وير" أو "سباوس وير" هي مجموعة برامج تجسس قوية تباع علنا على الإنترنت.
وتسمح هذه البرامج بقراءة كل الرسائل، وتسجيل الأنشطة على الشاشة وتتبع المواقع الجغرافية التي يتحرك إليها الشخص فضلا عن استخدام الكاميرات التي تتجسس على كل تحركات الشخص.
وبحسب شركة الأمن الإلكتروني " كاسبريسكي " ، ارتفع عدد الاشخاص الذين اكتشفوا مثل هذه البرامج على أجهزتهم بنسبة 35 في المئة خلال العام الماضي .
ويقول الباحثون في "كاسبريسكي" إن تقنيات الحماية لديهم اكتشفت برنامج "ستوك وير" في 37.532 جهاز خلال هذا العام.
ويقول الباحث البارز في مجال الأمن في الشركة دايفيد ايم "هذه مجرد قمة جبل جليدي ضخم للغاية "
وأضاف "العديد من الأفراد يهتمون بحماية أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم ولا أحد يهتم بحماية أجهزة الموبايل".
وبحسب المعلومات التي توصلت لها " كاسبيرسكي"، فإن روسيا هي البلد الأكثر استخدما لبرنامج "ستوك وير " تليها الهند، ثم البرازيل والولايات المتحدة وألمانيا، وتحتل بريطانيا المرتبة الثامنة.
وتقول شركة أمن إلكتروني أخرى إن هناك خطوات عملية يمكن للأشخاص اتخاذها إذا شكوا بتعرضهم للتجسس.
ويضيف جاك موري من شركة أيست "ينصح بفحص التطبيقات الموجود على الهاتف، والقيام بعملية فحص للفيروسات عند الضرورة فضلا عن إلغاء أي تطبيقات على الهاتف غير معروفة لدى صاحب الهاتف ".
ويؤكد أنه "بشكل عام إذا لم تكن تستخدم تطبيقاً معيناً، فعليك إلغاؤه على الفور".
وبعد أن اكتشفت أيمى المسألة أصبحت لا تثق بالتكنولوجيا على الإطلاق .
جيسيكا هي الأخرى ضحية لـ " ستوك وير" ، فزوجها السابق كان يتجسس عليها بشكل دائم عبر ميكروفون "مكبر الصوت" في الهاتف، وكان يعيد استخدام تعبيرات تستخدمها هي وصديقاتها يستخدمنها فى المحادثات الخاصة بينهما.
ورغم انتهاء العلاقة مع زوجها إلا أنها لا تزال حتى الآن تترك الهاتف مغلقا في السيارة عندما تلتقي زميلتها.
جيما توينتون و هى تعمل في مؤسسة " أماكن أكثر أمانا " الخيرية المعنية بمساعدة ضحايا العنف المنزلي، قالت إنها ترى تأثيراً طويل الأمد لمثل هذه التطبيقات على الحالات التي تتعامل معها.
وتضيف " تقلل هذه التجارب من ثقة الشخص فيمن حوله، كما أنها تجعله يري جهاز النقال والكمبيوتر المحمول كما لو أنه سلاح".
و تستطرد "أصبحت التكنولوجيا في نظر هؤلاء الأفراد أشبه بشبكة تحيط بهم كما توقف العديد منهم عن استخدام الأنترنت، إنها تؤثر فعلا على كل مناحي الحياة ، وأصبح ازدياد استخدام - ستوك وير - أمرا مثيرا للقلق ".
أيمى أمريكية الجنسية و قد انفصلت عن زوجها وتعيش على بعد أميال منه، ولديها الآن أمر قضائي بمنعه من التواصل المباشر معها كما أنه يتابع الأمور الخاصة بابنهما عن طريق الخطابات المكتوبة فقط .
اختبار الأمر
استخدمت واحدا من أشهر البرامج والتى تكلف 140 دولارا للتجسس لمدة 3 أشهر . اشتريته عبر الإنترنت وقمت بتثبيته على هاتف العمل الخاص بي.
استغرق الأمر مني حوالي ساعة واستخدمت خدمة الدعم المباشر على مدار 24 ساعة الذي قدمته الشركة عندما واجهت أي مشاكل.
وتعلن شركات برامج التجسس عن خدماتها على أنها "مراقبة الموظفين" أو لأغراض "الرقابة الأبوية".
وفي العديد من البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة، يعد استخدام برامج التجسس على الزوج دون إذن منه أمراً غير قانوني،
وفي محادثة مباشرة مع الشركة التي كنت أختبرها، أخبرتهم مباشرة: "أريد تثبيت هذا البرنامج على هاتف زوجتي ، هل سيكون سرياً؟".
أجاب ممثل خدمة العملاء: "سيبدأ التطبيق في العمل في وضع التخفي مباشرةً بعد التثبيت. سأكون سعيدًا بالمساعدة".
لقد قمت أيضاً بتحميل خمسة من أفضل برامج الحماية عبر الإنترنت على الهاتف المحمول الذى اتجسس عليه وأجريت فحصاً مجانياً عليه. كل منهم أعطى تنبيهات عن "البرامج الضارة المحتملة".
وتقول النيابة العامة إنه لا توجد قوانين محددة تتعلق باستخدام برنامج stalkerware ، لكن أي نشاط إجرامي من هذا القبيل يمكن ملاحقته بعدد من الوسائل بما في ذلك قانون الحماية من التحرش 1997.
تقول ايمى إنه ينبغي بذل المزيد من الجهود لاصدار قانون ضد استخدام هذه التقنيات.
وتقول: "إنهم بحاجة إلى التوقف عن الاختباء وراء الإنكار ".
وتضيف هذه الشركات، ترسل لعملائها "نحن لا نوافق على التجسس على الزوجات ". إنهم يعرفون ما يفعله عملاؤهم ، "هذا البرنامج يتسبب في ضرر حقيقي
لاتنسى مشاركة: اقبال متزايد على تطبيقات "التجسس" عبر الهاتف على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟