قصتي مع الأمير الملياردير الوليد بن طلال :

قصتي مع الأمير الملياردير الوليد بن طلال :
قصتي مع الأمير الملياردير الوليد بن طلال :

 

لم أعرفه ولم أقابله من سابق .. أول  لقاء جمعني به كان عن طريق صديق لنا الإثنين .. إلتقيته في أحد الفنادق الراقيه والضخمة والمشهوره في خارج الوطن .. جلسنا سوياً على كنبات فارهه ومريحة ، وعلى مسافة متقاربة وكان يفصل بيني وبينه ذلك الصديق المشترك .. تجاذبنا حلو الحديث بعد أن قدمت لنا إحدى الفلبينيات العاملات في الفندق ثلاثة كؤوس موضوعاً فيها مشروباً أصفر اللون .. يبدو أنه خمراً .. في البداية ترددت في شربه .. فحدثتني نفسي بأن أتناول منه رشفه واحده لأستكشف نوع الشراب وأزيل الشك باليقين ، ثم أقرر فيما بعد ، عمّا إذا كنت سأكمل تناوله من عدمه .. ففعلت .. وفي الرشفة الأولى وجدته مشروباً طبيعياً ، فواصلت الشرب ، الرشفه تلو الرشفه .. فلم أشعر بأي تغير في ذهني أو تثاقل في لساني .. لم يحدث أي إختلال في توازني ..
كان رجلاً بسيطاً متواضعاً وصاحب شخصية مرحة وإن كانت مغلفه بقليل من الرسميات مع محافظته على هيبته ومكانتة الإجتماعية ، تبدو عليه ملامح الخير وحب الفقراء ، لم ألمح عليه أي نوع من الكبر أو التعالي ، تحدثنا في مواضيع عامة وعديدة .. لم نتطرق إلى مواضيع عمل ..
وفي نشوة ومتعة الكلام ، تدخل علينا عاملة فلبينية أخرى في غاية الجمال والرقه والأناقة .. تسلب عقل أي رجل زاهد لو رآها .. كما لو أنها حوريه نزلت من السماء للتو .. فتقطع النقاش والإنسجام الذي كان قد خيم على نفوسنا وعلى المكان الذي يجمعنا .. كانت تحمل طبقان فيهما مجموعة من مواد المقبلات .. وُزعت بطريقة هندسية جميله .. وضعت العامله الطبق الأول أمام الرجل آلمهم ، ووضعت الثاني أمام صديقنا المشترك ، ثم أستدارت بطريقة فنيه أخّاذه مبنيه عن دراسة وعلم ، وعادت من حيث أتت .. وأختفت عن الأنظار .. توقعت أنها ستعود بطبق ثالث لي .. وواصلنا حديثنا ، وبقيت أشارك في الحديث والنقاش وفي الوقت ذاته كنت أرقب عودة العاملة حاملة بيدها نصيبي من المقبلات .. الدقائق تمر  سريعه .. وهي لم تعد .. أخذ صبري بالنفاذ حتى بلغ منتهاه .. ووجدتني أنهض بجسدي نحو المكان الذي يجلسن به العاملات .. وعندما وصلت ، إصطدمت عيناي بفتيات من عالم آخر  كحبات اللؤلؤ المرصوص .. وعندما وجدت تلك الفتاة باشرتها بالسؤال : لما لم تقدمي لي المقبلات ؟
إحمر وجهها وأرتبكت بما يدل أنها نست ، وبكل حياء ردت على الفور باللغة الإنجليزية : آم سوري مستر هسان .. وبطريقة سريعة أخذت تعد الطبق لتلحق بي .. رجعت إلى مجلسي .. فأتت تتهادى نحوي وهي تقطر خجلاً  ووضعت الطبق أمامي ، وأنصرفت بهدوء ..
 إنطلقت يدي نحو الطبق ، وشرعت  في تناوله مواصلاً الكلام معهما .. مرت دقائق قليله .. وجدنا أنفسنا أمام مائدة فاخرة حوت كل ما لذ وطاب ، وُضعت على أطباق واضح أنها ثمينة القيمة ، تجعلك تقف محتاراً بأي الأطباق تبدأ وأي الطعام تسبق .. تناولنا الطعام بشكل بطيء وهادئ كلزوم للبرستيج والشخصية الحاضرة .. تقمصت بجدارة  دور الرجل المعتاد على مثل هذة اللقاءات والطعام .. وعندما إمتلأت بطوننا ، نهضنا في وقت واحد وهمنننا بالإنصراف .. فأحببت أن  أكمل الدور .. مرتدياً ثوب الكرم والعزة .. تركت الرجل يتقدم عنا بمسافة قصيرة .. أمسكت بكتف صديقي وسحبته للوراء قليلاً .. همست في أذنيه بأن يخبر الأمير بأن لا يدفع سنت واحد ، وأني سأقوم بدقع تكاليف الضيافة التي كانت تقدر بــ ستة ألاف دولار أمريكي .. ولم يكن في جيبي ما مقدارة مائة دولار .. كنت  أعلم مسبقاً بأنه سيرفض .. كانت ردة فعله إبتسامة جميلة ، كما لو أنه يقول بأنه لم يعتد أن يحاسب عليه شخص آخر وأنه أهلاً للضيافة وهذة عادته .. وقال لصديقي : قل له لا يوجد بيننا حساب وليس هناك أي فرق بيننا .. لكني أردت أن أثبت بأني عند قراري ومصر على تنفيذة .. ذهبت إلى المحاسب المالي وسألته عن قيمة الفاتورة .. كنت أضع يدي في جيبي كإشارة وإيحاء بأني سأخرج المال مباشرةً حال أن يخبرني بالمبلغ المطلوب .. لكنه هو الآخر قابل طلبي بإبتسامة عريضة ومرحة ، وقال لي : المبلغ المطلوب ياسيدي 6000 ألف دولار .. ثم قال : لكن المبلغ قد دُفع !! حينها أظهرت غضبي عليه وصرخت في وجهه وقلت له : إني قد سبق وأن قلت لكم بأني سأدفع الفاتورة ، فكيف تأخذون الحساب من الأمير . رد عليّ وهو لا يزال متمسكاً بإبتسامته محاولاً إرضائي وتهدأت حالتي : يا سيدي لم نأخذ شيء من الأمير ، وإنما هناك رجل آخر قد دفع المبلغ عنك وعنه ..
أدركت أنها كذبه بيضاء .. وفهمت أن أحد مرافقين الأمير هو من قام بدفع الفاتورة .. وعدت مسرعاً لآلحق بصديقي والأمير .. خرجنا ثلاثتنا سوياً من بوابة الفندق . فأستيقظت بعدها من نومي  .. مع العلم بأني لم أفكر قط في هذا الرجل ، وأصدقكم القول بإني عشتُ مساءً مختلفاً بكل تفاصيلة عن كل المساءات والليالي .. وقضيت ساعات ممتعه لم تكن في الحسبان .. ومكثت أعيش مدة أسبوع على رائحة تلك الأجواء الأرستقراطية ..
هل يا ترى أن مدينتي المدمرة  تعز يمكن تجد إلتفاته وستلقى إهتماماً من هذا الأمير ؟
أما ماذا في رأيكم

لاتنسى مشاركة: قصتي مع الأمير الملياردير الوليد بن طلال : على الشبكات الاجتماعية.