بيروت!!!!!

بيروت!!!!!
بيروت!!!!!

 

عمر الحار

هي بيروت اول حروف المعرفة واخر صرخات الفن والفكر والجمال، تجيد التعبير عن احزانها بكل اللغات وتنسى كيف تغتال من العالم، وعجبي من بيروت ولسان حالها يتقطر ويتفجر براكين غضب على الحكومة ويطول نواحها عليها وبمقدار يفوق حجم بلواها واحزانها البارحة والتي رق لها قلب العالم وبكاها ضميره بحرقة تذيب الحديد.
تشكي بيروت وتبكي من حكومتها وكأنها في اليمن، وان لمن احزانهما لتنفطر القلوب وتموت كمدا عليهم.، لكنها بيروت ستنبثق من ركام مأساتها زنبقة بيضاء وزهرة عباد شمس عاشقة لنور الحياة وتبحث عنه في كل اتجاه، وهي مدينة البحر والفكر التي لا تعرف المستحيل وتعرف كيف تصنعه من عجينة احزانها بالدموع. هي لا تعرف الدموع لكنها تغرق البحر في دمعها وتغسل احزانها بحبات اللؤلؤ المتساقط من اهدابها.
اما آن لبيروت ان تضع حدا لاحزانها حتى لا تغرق العالم بدموع الجريمة. اما آن الاون لبيروت ان تضع حدا لوزر الجريمة، اما آن لها تضع حدا للاحتقان وترحيله لسنين طوال. اما آن لبيروت ان تروي جشعها من العشق وحب الجمال. اما آن لها ان تستكين مع المجد وتغفو عليه.
يابيروت تعذر على العالم سماع صوت فيروز  هذا المساء وهذا الصباح،
وضاع في صجيج الصياح.
وفي غمرة الحزن والانبطاح
ودمك حرام يباح..
وعجبي من هذه المدينة التي تجدد احزانها كما تجدد موضات فصول السنة، وهي ربيعية الحسن،وخريفية الحزن،وصيفية الوسن،وشتوية المحن.
انها بيروت تعرف كيف تتعايش مع الموت وتروض اقداره لافراحها،وتعرف كيف تداوي جراحاتها وتمسح الدمع من عينيها بنمديل اخضر، وتتأسى باحزانها بالصبر والصبر الجميل و بجمالها الساحر والساكن في تقاطيع حياتها وتاريخها و عيون العذارى و شمس النهار ومياه البحار.
لبيروت العربية القلب واللسان، وغجرية الزمان وعالمية الانسان،ابتهالات ودعوات لم تكتمل بعد.

عتق شبوة 5اغسطس2020

لاتنسى مشاركة: بيروت!!!!! على الشبكات الاجتماعية.