(٦) لعبة الحرب في اليمن.
عمر الحار .
المتمعن والمتابع للعبة الحرب في اليمن سيجد تخبطا واضحا في مساراتها وتغيرات دراماتيكية في احداثها التي يسودها الغموض منذ الوهلة الاولى لاندالعها، في ظل ضبابية التعتيم لمشهد الاحداث برمتها.، وبطريقة يصعب الحكم على توافقها مع رغبات القوى الدولية الموجهة لها، لانها تتقاطع وبصورة واضحة مع الذرائع التي اقيمت من اجلها الحرب،والتي اخذت طابعها الديني الجلي باعتبارها تصفيات دامية تستهدف التخلص من العمق السني المذهبي في اليمن،وذلك باستهداف قطبيه الرئيسان التجمع اليمني للاصلاح والحركة السلفية فيها وضرب خاصرة وقلب تواجدهم الحزبي النشط في كل من العاصمة صنعاء ودماج،وظل شعار الحرب على ما انتابها من تحولات مفاجئة في المواقف والادوار ثابتا ومحددا بقطاف رأسي الافعى المذهبية السنية الاصلاح والسلف الصالح حسب تسمية القوى الطائفية الموكلة لها تنفيذ هذه المهمة التي تجاوزتها بشن حربا شوعا على اليمن قاطبة والسيطرة عليها بقوة سلاح الدولة التي استولت عليه بايعاز دولي مكشوف، وتمددت باريحية كاملة في الغالبية من محافظات اليمن السنية دون نسيانها لمطلبها الرئيس لحربها المذهبية المعلنة على خصميها اللدودين الحركة السلفية والاصلاح الذين فهما قواعد اللعبة الدولية وتجاوز مطالبها وبادرا بالعمل على حمل لواء الدفاع الوطني عن الجهمورية الثانية التي اسقطها الاماميون الجدد،ليفتضح امر مطلبهم الجوهري والخفي على رؤوس الاشهاد من الحرب ومبتغاهم الاول والاخير منها والمتمثل في تسليم رأس الجمهورية الثانية لهم والاستيلاء عليها وعلى الحكم في اليمن،لا على رأس الحركة السلفية والاصلاح فقط.
الثنائي المغضوب عليه من قوى الحرب الدولية تمكن من اعادة ترتيب صفوفه وتموضعه في قيادة الصف والجيش الوطني وانطلق في خوض معاركه الضارية من اجل تحرير الجمهورية من قبضة الاماميين الجدد الذين استشعروا خطورة الموقف الوطني عليهم وحجم الفخ الذي نصب لهم باحكام من القوى الدولية التي ظلت تداري عملية افتضاح امرها وتورطها في دعهم، بشتى الطرق والوسائل خاصة بعد ان دب الضعف والوهن في مليشياتهم الانقلابية وتواصل عمليات تأكلهم قيادات وافرادا واعتمادهم على براعم الحرب في الجبهات التي تراجعوا في الغالبية منها تحت وقع وضربات الارادة الوطنية لاحرار اليمن.
وتدخلت القوى الخفية الداعمة للحركة الحوثية بالتحرك على اكثر من صعيد لانقاذهم و تحت غطاء دولي مفضوح و يكشف حقيقة تورطهم في الحرب اليمنية،حيث سعت هذه القوى وفي وضح النهار وتمكنت من توظيف قدراتها السياسية الهائلة من فرض تشريع اممي للاعتراف بالحركة الحوثية كسلطة امر واقع في اليمن،ومواصلة عملها المخزي باجبار تحالف دعم الشرعية اليمنيةعلى انحراف بوصلة تواجده في اليمن ، وتورطه في جرائم ضرب القوات المسلحة في اكثر من جبهة وبهدف اعاقة تقدمها وانتصاراتها العسكرية المتلاحقة، و دفعهم كرها لقطبي التحالف بالتمدد في الاتجاه المعاكس للحرب في اليمن، لما لذلك من دور في اضعاف مركزية القوة الضاربة لميشيات حركتهم الحوثية، والعمل على ارباك مشهد الاحداث برمتها ، باعلان الانقلاب الثاني على الدولة وبدعم امارتي مشبوه في العاصمة المؤقتة عدن وما ترتب على هذه الخطوة غير المتوقعة من كوارث صادمة لصف الوطني الصامدة كجبال اليمن في مواجهة اعصار الانقلاب الحوثي عليها .
لاتنسى مشاركة: (٦) لعبة الحرب في اليمن. على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟