(4)                   اين الخلل ؟؟!

(4)                   اين الخلل ؟؟!
(4)                   اين الخلل ؟؟!

                    

عمر الحار 

تهيأت ساحة الحرب اليمنية وفتحت ابواب جهنمها  على مصرعيه ،يقف على الطرف الثاني منها فصيل مليشيا برمجاتي عقدي معاصر ،وله ارتباط بوثيق بحركة الشعية الاثني عشرية الضاربة الجذور في التاريخ ، والمتجددة الولالات والجينات عبر مراحله المختلفه ،واخرها بريطانية النشأة والتكوين ،امريكية التوجه والتمكين ،وهي لا تختلف عن مختلف حركات التطرف المذهبي الشوفيني في التاريخ ،وتعبر عن اهدافها وتطلعاتها الدينية الحديثة ،بطرق شتى تتنوع وتتشكل مع مقتضيات الحالة التي تعيشها .

وكلا من الاصلاح والحوثي يتخذ من الدين شعار ،واعتمد الاصلاح في تشييد كيانه الهيكلي على اسس وقواعد تنظيمية صرفة ،وعلى النقيض من الثاني الذي اعتمد  على تكريس الخرافة في تجيش اتباعه ،وحالة العداء بينهم محكمة ولها جذور غذت نزعة الاحتقان والاختلاف حتى التشبع ،ووقوفهم  على حافة الهاوية مع الوطن المغدور به ظلما وعدوانا.

القوى الدولية استغلت عقدة الظلم المركب من النظام لدى أصلاح اليمن ،وهيأته للانقضاض عليه ،و عملت على تأجيج الغبن الحوثي من الثورة ونظامها وهيجيته عليها وعلى بقايا النظام ،ومكنته من نسفها في عقر عاصمتها السياسية والثورية صنعاء العريقة واصبح اليمن في ليلة وضحاها ،بلا ثورة ولا جمهورية ولا نظام ،وقشه في مهب الرياح اينما تحركت تحرك معها .

و يستند الاصلاح على كيان سياسي قوي وراسخ الفكر والعقيدة ويمثل الصفوة المنتقاة من الطبقات الاجتماعية الفوقية ،بينما يتحرك الحوثي على ارضية دولية صلبة ،وبطريقة تلقيدية صرفة ،ساعدته على تعزيز ولاء اتباعه له واخلاصهم في الاعتقاد باحقيته في الحكم وبلا منازع.

وكلايهما يشتركان في مبدأ طاعة الولاية للقيادة ،ووجوب الاستجابة لها في المنشط والمكره ،وهذا قد يكون القاسم المشترك الواحد والوحيد بينهم ،والمستمد صموده من حبل الجهاد السري لكل القوى المتطرفة في الاسلام واساسها القويم في هذا الباب ،وعلى الرغم من هوة الخلاف الفاصلة بينهم في القضايا الجوهرية والمصيرية للوطن ، واحقية ادعا كل طرف منهم باحتكاره وتمثيله وان رأسه مطلوبا بذلك،لكنه اتخذ كواحدة من خلق ذرائع الحرب وضرورة الاقتناع بها.

ودخل الحوثي ساحة الوغى بثقل دولي واضح ،في طريقة اقتحامه لقلاع الوطن العسكرية واسقاطها واحدة بعد الاخرى ،مما اصاب عدوه التاريخي اللدود بذعر شديد ، وكان مطلب النزال مع الاصلاح مطلب لايفوقه شيئا في المنزلة والفضل من وجهة نظرهم ،فقد حانت الفرصة التي يترقبونها للاخذ بثأرهم وثأر اجدادهم من النمورد  في عرفهم ، وحان لحظة الفصل والحسم في امره وعلى طريقة الجزاء من جنس العمل ،ان لم تكن المهمة الدولية الاولى لتخلص من اصلاح حركة اليمن .وكانت للحوثية مبتغاها في احراز اول بشائر النصر على عدوها ومن معقله القبلي و الحصين محافظة عمران ،بوابة الحماية العسكرية والقبلية لثورة والجمهورية وخط الدفاع الاول عن العاصمة  صنعاء .

التهم الحوثي عمران واندفع في تطويعها وتركيعها بضربة واحدة ،وباشر في الايغال بالتمثيل برموزها السياسية والحزبية والقبلية والتنكيل بهم بصورة اظهرت وحشية الاماميون الجدد ،و استصغر الناس جرائم اجدادهم الاولين بقبائل الطوق واخضاعهم لجبروت القوة المطلقة.

وفي غفلة عين ابتلع الحوثي صنعاء وقلاعها العسكرية الحصينة ولكنها بدون  الاصلاح مرة اخرى .

يتبع .......

لاتنسى مشاركة: (4)                   اين الخلل ؟؟! على الشبكات الاجتماعية.