متلازمة الحكومة والسفير
عمر الحار
لم يجدوا من وسيلة يدارو بها صمتهم المخجل على حادثة وصول سفير ايران الى صنعاء سوى التسريبات الاخبارية عن قرب ولادة الحكومة الانفصالية الجديدة والمتعسرة اصلا ،و المحكومة بالموت وان خرجت الى النور . وبشائر موتها تسبق ولادتها وتجري على كل لسان يمني لاعتقادهم الراسخ بان قدومها المشؤوم لن يكون الا نذير سوء عليهم وعلى بلادهم المنكوبة بالحروب وبالانقلابات . ولا شي يمكن ان يغرقهما في الحرج اكثر مما وقعا فيه شرعية وتحالف ،ومحاولة مدراتهم لصفعة ايران الدبلوماسية العنيفة والجارحة لكبرياء السيادة والقرار لكيانهما المهدد بتزايد النفوذ الايراني في المنطقة وتحركها بسلطة الحاكم الامر في اكثر من عاصمة عربية .
وهناك ارتباط وثيق بين متلازمة وصول سفير ايران ومحط رحاله في العاصمة العربية الرابعة صنعاء و تحركات الظلام لولادة حكومة الانفصال الجديدة ،وان تقدمت خطوة وتأخرت اخرى فانهم على مستوى ودرجة واحدة من الخطورة على اليمن ومستقبل تسوية ازمتها السياسية الحادة ، والمرشحة لمزيد من التعقيد ، وخلط اوراقها من جديد وبصورة قد تطيل من كل محاولات اعادة ترتيبها في القريب المنظور ، وكلا الخطوتين جأت في الوقت الذي نتطلع الى قرب الانفراج في الازمة،ولكنها السياسية تأتيك بما لا تشتهي منها .
ومما يؤسف له ان الحادثة الدبلوماسية المروعة افقدت الشرعية كل حجة للاقناع بوقوعها في ظل عجزها مع التحالف حتى الكشف عن طريقة قدوم السفير وهي من اشد الالغاز والحروب الاستخبارتية ذكاء وحدة بين اقطاب الصراع على اليمن والتسابق في ضياعة ،ولن يكتمل الاطار العام لضراوة هذه الحروب الخفية والقهرية بالاعلان المزعوم عن حكومة الانفصال المرتقبة والمنتظر منها بان تكون ترياقة الموت لليمن لا بوابة الحياة الاتحادية لها .
وايران على عادتها استبقت التحالف في خطف قلب اليمن وعاصمتها صنعاء،وعلى طريقة فوزها المفاجئ بعاصمة الرشيد ،وبيروت ،ودمشق .
لاتنسى مشاركة: متلازمة الحكومة والسفير على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟