بايدن واليمن 

بايدن واليمن 
بايدن واليمن 

 

عمر الحار 

لم تكن مفاجأة تصريحات الرئيس الامريكي الجديد جون بيدن بشان اليمن ،لكنها تؤكد اهتمامه الجوهري بازمتها والدفع بها الى سلم الاولويات لسياسة الخارجية لامريكا،وممايزيد من التفاؤل بامكانية انفراج الازمة هو اسناد ملفها لاحد اذرعه السياسية المخضرمة السيد تيم،وتوجيه الوكالة الامريكية للتنمية للقيام بدروها في الجانب الانساني ،في اشارة الى ضرورة تدخلها اللوجستي في تنظيم عملية المساعدات الاغاثية لليمن على وجه مغائر لما كانت عليه في السابق .

وجأت تصريحات الرئيس بايدن في وقتها المناسب باستقراء دقيق لتفاقم حالة الاوضاع الانسانية المتردية في اليمن وقرب وصولها الى المأساة وفقا والمعايير الدولية لقياسها في ظل تفشي حالة الفقر والعوز في مختلف الاوساط الاجتماعية والانهيار الاقتصادي الحاد ،وفقدان العملة لقيمتها الشرائية ،وبادر الرئيس بايدن لانقاذ مايمكن انقاذه في اليمن الذي يقف على شفير خافة هاوية المجاعة ويوشك على الوقوع فيها .

وتضمنت تصريحات الرئيس جدية التوجه لوقف الحرب كمقدمة اساسية لاحلال السلام في اليمن ،باعطاء توجيهاته القاطعة بايقاف مختلف انواع العمليات الداعمة للحرب ، وتعزيز جهود الامم المتحدة ومبعوثها وتأمين تحركاتها بقوة على طريق تفعيل العمل الدبلوماسي بين كافة اطراف الازمة واجبارها للجلوس على طاولة المفاوضات لايجاد الحلول المنصفة لها .

وتعطي التصريحات زخم للامال بقرب انفراج الازمة وارتفاع سقف التوقعات بحلها في القريب المنظور ،وتمتلك الادارة الديمقراطية شفرات ازمة اليمن التي صممت في عهد ولاية الرئيس الديمقراطي اوباما وهي تعلم دون العالمين باهدافها السرية وبالمفاتيح السحرية لانهائها وفقا وعمرها الزمني المحدد في فلكها وطريقة تعاملها مع الازمات ،وان اوكلت ادارتها عسكريا للادارة الجمهورية كتلقيد سياسي وعادة متعارف عليها في تبادل الادوار بين قطبي السياسية الامريكية.

وتنفست المملكة العربية السعودية الصعداء بالتصريحات ،وهي المثقلة الكاهل بملف اليمن ومتعبة الضمير بوزر الحرب فيها،التي تمثل الثقب الاسود لاستنزافها ماليا واقتصاديا ،وبادرة بالترحيب بالتوجهات الامريكية الجديدة ،وهي تعلم في قرارة نفسها بانها اوامر حتمية ولا تراجع عنها الا باقرار التسويات النهائية للازمة وعودة المياه الى مجاريها في اليمن السعيد .

وسبق لسفير البريطاني في اليمن مايكل ايرون ان المح في تصريح لشرق الاوسط بالرغبة بعودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى العاصمة التاريخية لليمن صنعاء لا عاصمته المؤقتة عدن ،وبما يكشف عن جوانب من خطة الحرب الدولية المظلمة و الخفية فيها .

لاتنسى مشاركة: بايدن واليمن  على الشبكات الاجتماعية.