قصة شبح المقبرة*
بقلم عدنان الحسام
في إحدى حواري مدينة قديمة، بينما كان علي عائد من المدرسة، استوقفه رجل غريب بإبتسامة عريضة، وأعطاه بعض النقود، عاد علي إلى منزله فرحا وأخبر أمه أن رجلا طيبا أعطاه تلك النقود.
لم يكن علي هو الوحيد الذي ظهر له هذا الرجل الغريب، الذي لم يكن يعرفه احد ولم يكن يسكن في الحي، بل ظهر لإمراة عجوز هي أم جميل، كانت تحمل بيدها أغراض عائدة من السوق، وساعدها في حمل تلك الأغراض إلى منزلها، وبينما كان الرجل الضرير سعيد يحاول قطع الشارع ساعده الرجل.
كان يساعد الجميع طوال النهار، ويرحل في الليل دون أن يعرف أحد إلى أين يذهب.
في يوم من الأيام، كان الشاب خالد يلهوا في الشارع، ومعه كاميرا، فقام بإلتقاط صورة لهذا الرجل، وبعد تحميضها كانت المفاجأة، أن الرجل لا يظهر في الصورة!! لقد كان مكانه فارغا!.
ظهرت الدهشة على وجه خالد، الذي قرر مراقبة الرجل لمعرفة هذا السر.
كان الرجل يغادر المنطقة كل ليلة عند غروب الشمس، وكانت المفاجأة التي اكتشفها خالد، أن الرجل يذهب إلى المقبرة ويختفي فيها.
عاد خالد إلى والده، وأخبره بما شاهده، وقرر خالد ووالده الذهاب إلى الكاهن، الذي أخبرهم أن هذه روح شخص كان يقوم بأعمال سيئة في حياته، ولذلك لم تنم روحه بسلام.
لم يصدق خالد ووالده ما سمعاه من الكاهن، فقررا إبلاغ الشرطة بالأمر.
أمرت الشرطة بعض الجنود بإلتقاط صورة للرجل، وبعد تحميضها تأكد للشرطة صحة ما قاله خالد ووالده.
كذلك أمرت الشرطة بعض الجنود بمراقبة الرجل لمعرفة أين يذهب، وفعلا كان يذهب إلى المقبرة.
قامت الشرطة بعد ذلك بالتحري عن الرجل، وكانت نتيجة التحريات أن وجد في سجلات الدولة، أن هذا الشخص كان محكوم عليه بالإعدام بتهمة إرتكاب جريمة قتل، وقد تم تنفيذ الحكم قبل عامين من الآن.
عند ذلك أمرت الشرطة بعض الجنود بإلقاء القبض على هذا الرجل، ولكن الرجل لم يظهر بعد ذلك.
قررت إدارة الشرطة مراقبة المنطقة التي كان يظهر فيها الرجل، وكذلك مراقبة المقبرة للقبض عليه فور ظهوره.
بعد يومين، وأثناء مرور الجنود جوار المقبرة عند غروب الشمس، ظهر الرجل خلف شجرة في طرف المقبرة، فهرع الجنود إلى ذلك المكان لإلقاء القبض عليه، وما إن وصلوا، كان الرجل قد اختفى!!
إندهش الجنود، وعادوا يمشون بين القبور، وهم يتساءلون بينهم : أين اختفى!؟
فجأة خرجت يدين من تحت الأرض، وقبضت على رجلي أحد الجنود، وبدأت بسحبه إلى باطن الأرض، كان الجندي يصرخ صراخا هستيريا، وزملائه يحاولون إنقاذه، وأطلقوا النار على اليدين، وبصعوبة كبيرة استطاعوا تخليصه والفرار جميعا من المقبرة.
أبلغ الجنود إدارة الشرطة أنهم يتعاملون مع شبح وليس إنسان، وأن المقبرة مسكونة بالجن، وانتشر الخبر بين أهالي المنطقة وفي كل أنحاء المدينة، وقرر أهالي المنطقة بدافع الخوف عدم دفن موتاهم في تلك المقبرة.
ونشرت الصحف قصة المقبرة المسكونة والمهجورة، التي لا يجرؤا أحد على الاقتراب منها؛ أما الرجل فلم يظهر بعد تلك الحادثة ولم يره أحد.
لاتنسى مشاركة: قصة شبح المقبرة* على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟