المساواة

المساواة
المساواة

.

عمر الحار .

متساوون في القبح ، وشركاء في الجريمة ، متساوون في الخيانة ، وشركاء في العقاب فالحمد لله الذي ساوى بين ابناء اليمن في مختلف المراحل من تاريخهم السياسي المعاصر ، امامة في الشمال واستعمار في الجنوب ، ثورة بلاعقل في الشمال واخرى مجنونة في الجنوب ، تأكل رجال الثورة في الشمال ، وتأكل احرارها في الجنوب ، وقوع ثلاثة انقلابات سياسية في الشمال وثلاثة مثلها في الجنوب ، نهوض اقتصادي في الشمال ، وانتكاسة اقتصادية في الجنوب ، تفريط روحي في الجنوب ، وصحوة دينية في الشمال ، هجر بيوت الله في الجنوب ، والمسابقة على اعمارها في الشمال ، اقامة نظام امبريالي محافظ في الشمال ، واقامة نظام اشتراكي في الجنوب ، تحقيق وحدة الوطن وهي قابلة للانهيار لا الصمود . 

ذلكم حصاد سياسي موحد ومتشابة لشطري اليمن الجمهوري منذ مطلع النصف الثاني من القرن العشرين ، ولم يكن حظها افضل حالا في الالفية الثالثة من القرن الواحد والعشرين ، الحافل تاريخها بالانقضاض على الجمهورية وضربها في الشمال والاجهاز عليها في الجنوب ، القبول والاذعان بعودة الامامة في الشمال ، والتبشير بعودة الاستعمار في الجنوب ، المكاشفة بالخيانة في الشمال والتسابق عليها في الجنوب ، تدمير بيوت الله في الشمال ، والتوسع في انشائها في الجنوب. التفريط في الوطن اليمني الواحد في الشمال ، والتنازل عن سيادته في الجنوب ، جنون مذهبي في الشمال ، وارهاب ديني منظم في الجنوب .

اذن تساوت مظالم اليمن شمالا وجنوبا وبشوكة الميزان ، ولم يزل حاضرها ومستقبلها على كف امريكا لا على كف عفريت ، وفي طي اسرارها وافكارها ، وان تبدلت عواصم ادارة لعبة الشطرنج على ارضها .

واكثر ما نخشاه مدونة التاريخ الرقمي المعاصر عن قذرات الخيانة ، واشتراك الجميع في جريمة ضياع اليمن ، وتوزيع دمه على مجالسها الثلاثية المعروفة بالحوثي والشرعية والانتقالي . 

ولا عزاء ولا مكانة لخونة الاوطان في الذاكرة . ولا بهتان في القول على احد وقد تساوى الجميع في القبح وفي الخيانة كا سنان المشط ، ولا يستطع احد ان يزايد على احد .

 

لاتنسى مشاركة: المساواة على الشبكات الاجتماعية.