ما وراء التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب؟

ما وراء التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب؟

 

تواصل مليشيات الحوثي الموالية لإيران، العبث في البحر الأحمر وباب المندب، من خلال تصعيد الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في الممر الدولي الهام، وكان آخرها استهداف السفينة النروجية "ستريندا"، والتي تم إنقاذها بعد هجوم صاروخي وإخراجها إلى خليج عدن.

وفي هذا التقرير نرصد أبرز وقائع التصعيد الحوثي الاخير، وما يعنيه، وكيف يتم استغلاله من قبل أمريكا، لاستهداف أمن واستقرار المنطقة، وكذلك أهمية دعم القوات الجنوبية لكي تقوم بدورها الأمني باعتبار هذا الدعم ضرورة، حتى لا يتحول الممر الدولى إلى بؤرة صراع.

*تصاعد عبث الحوثي*

تواصل مليشيات الحوثي الموالية لإيران، شن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، بإسم الانتصار للشعب الفلسطيني، بينما حاملة الطائرات الأمريكية والسفن الحربية الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر دون أن تستهدفها المليشيات، في تناقض فاضح.

وتصاعدت الهجمات الحوثية التي تأتي بإيعاز من داعمتهم إيران، والتي كان آخرها استهداف السفينة النروجية "ستريندا"، التي قصفتها بصاروخ وبررت أنها كان تحمل وقود إلى إسرائيل، وهو ما نفاه مالك السفينة الذي أكد أن السفينة اي صلة للسفينة بإسرائيل، حسب ما ادعى الحوثيين وأنها كانت تحمل شحنة وقود متجه الى اسرائيل، وقال مالك السفينة "ستريندا" أنه لا توجد صلة بين إسرائيل وملكية الناقلة أو إدارتها، مؤكداً أنها كانت تحمل وقودا من جنوب شرق آسيا إلى إيطاليا.

ونقلت قناة الحدث عبر حسابها على فيسبوك،عن مصدر في البحرية الفرنسية، حول إنقاذ السفينة النروجية، "ستريندا" من هجوم الحوثيين.

وحسب القناة قالت البحرية الفرنسية : ان فرقاطة فرنسية دمرت طائرة بدون طيار كانت تهدد بشكل مباشر سفينة النفط النروجية "ستريندا" بالبحر الأحمر بعد تعرضها لهجوم معقد.

واضافت : الفرقاطة "لانغدوك" وضعت نفسها في حماية السفينة المتضررة ومنعت محاولة اختطافها.

وبينت البحرية الفرنسية، أن سفينة حربية أميركية اصطحبت سفينة النفط "ستريندا" إلى خليج عدن خارج منطقة التهديد.

وفي وقت سابق الثلاثاء أصدرت القيادة المركزية الأمريكية بشأن الهجوم الصاروخي على سفينة نرويجية، وقالت : "في حوالي الساعة 4 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم 11 ديسمبر/كانون الأول، تعرضت الناقلة ستريندا لهجوم بصاروخ كروز مضاد للسفن تم إطلاقه من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن أثناء مرورها عبر باب المندب. أبلغت ستريندا عن وقوع أضرار تسببت في نشوب حريق على متنها، لكن لم تقع إصابات في هذا الوقت. لم تكن هناك سفن أمريكية في المنطقة المجاورة وقت الهجوم، لكن السفينة USS MASON استجابت لنداء استغاثة M/T STRINDA وتقوم حاليًا بتقديم المساعدة".

وخلال الفترة الماضية، شنت المليشيات عدد من الهجمات على سفن في البحر الأحمر خلال الفترة الماضية، بعد عملية اختطاف سفينة جالكسي التي كانت أول عملية في استهداف الملاحة الدولية، وعلى الرغم من ذلك لم يحدث حتى اليوم اي رد، وسط أنباء عن مساعي أمريكية لتشكيل تحالف دولي يحمي الملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب، من الهجمات الحوثية.

*أمريكا وسيناريو تحالف تحرير الكويت*

وفي هذا الصدد رأى المحلل العسكري العميد خالد النسي، أن أمريكا تسعى لإعادة سيناريو تحالف تحرير الكويت، في البحر الأحمر عبر تحالف لحماية الملاحة الدولية، مستغلة بذلك التهديدات الحوثية المشكوك فيها.

وقال النسي : "في عام 90 - 1991 أعلنت أمريكا عن تشكيل تحالف دولي مكون من 32 دولة لتحرير دولة الكويت الشقيقة من سيطرة القوات العراقية، هذا التحالف استنزف دول المنطقة كثيراً سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصاديا والنتيجة النهائية لهذا التحالف هي تسليم العراق لإيران التي أسقطته في الجهل والخرافة والفوضى والإرهاب والصراع الطائفي حتى أصبح العراق اليوم منطلق مهدد لأمن وإستقرار منطقة الخليج".

واضاف : " اليوم أمريكا تريد إعادة السيناريو حيث أعلنت عن تشكيل تحالف دولي من 38 دولة لحماية الملاحة في البحر الأحمر والبحر العربي ومضيق باب المندب من تهديدات الحوثيين".

*استهداف أمن واستقرار ومصالح دول المنطقة*

وفي سياق تعليقه الذي رصده محرر عدن تايم، قال العميد /النسي : "بالعقل والمنطق هل الحوثيين يشكلون تهديد يستوجب تشكيل هذه القوة الدولية الكبرى ؟ الحوثيين يهددون بصواريخ بالستية محدودة العدد والتأثير ولم تشكل تهديد يستحق هذا الحشد إلى جانب تهديدهم بالطيران المسير الذي يتم اسقاطه بكل سهولة".

واضاف : "إذا كانت أمريكا صادقة في وضع حد لإرهاب الحوثيين لصنفتهم جماعة ارهابية ورفعت الفيتو الذي يحميهم وحينها سيسقطون بسهولة ولكن تحميهم وفي الوقت نفسه تدعو لتحالف دولي لمواجهة تهديداتهم فهذا فيه تناقض يكشف كذب وخداع أمريكا والهدف الحقيقي من وجود الحوثيين ودعم الدول الغربية له، أمريكا تريد استهداف أمن واستقرار ومصالح دول المنطقة وخاصة السعودية من خلال تسليم اليمن لإيران لتعبث به مثلما عملت في العراق وتحويله الى بؤرة فوضى وصراع لاستنزاف دول الخليج ووضعها في كماشة تديرها وتسيطر عليها إيران وامريكا وإسرائيل وباقي الدول الغربية".

*تداعيات تستوجب دعم قدرات القوات الجنوبية*

أعتبر نائب رئيس الدائرة الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي انيس الشرفي، أن التصعيد في باب المندب يهدف إلى تحويله إلى بؤرة صراح، مشيراً إلى أن ذلك يفرض حاجة ملحة تتمثل في ضرورة تعزيز دور القوات البحرية الجنوبية في تأمين المياه الإقليمية، وتطوير أداءها وقدراتها.

وقال الشرفي : "‏هناك ارتباط وثيق بين أمن البحر والبر للجنوب، يتأثر ويؤثر كلا منهما من وعلى الآخر سلبًا وإيجابًا، فأي تهديد للأمن البحري يعد تهديدًا لأمن واستقرار الجنوب، ويجعله مكشوف أمام مختلف التهديدات، كما يشل حركة الملاحة البحرية، ويوقف إمدادات الغذاء والدواء والطاقة، ويفاقم الأمن الغذائي، ومعاناة المواطنين، ويؤدي لإحداث كارثة إنسانية، فضلًا عن كونه يقود إلى عسكرة وتحويل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن إلى بؤرة صراع دولي، يكتوي بنارها شعوب الدول المشاطئة، ومنها الجنوب واليمن".

واضاف : "ومن هذا المنطلق، فإن تعزيز دور القوات البحرية الجنوبية في تأمين المياه الإقليمية، وتطوير أداءها وقدراتها أولوية ملحة تفرضها حاجة وطنية جنوبية خالصة، إذ أن أمن الجنوب في البر والبحر عنصران متكاملان لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر مطلقًا.

لاتنسى مشاركة: ما وراء التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب؟ على الشبكات الاجتماعية.

المصدر : عدن تايم