هل مصير مبادرة فتح الطرقات يشبه مصير مبادرة إطلاق المعتقلين؟
كتب| عبدالسلام محمد
انخراط الحوثيين في مبادرة فتح الطريق، تشبه إلى حد ما انخراطهم في مبادرة إطلاق الأسرى والمختطفين، وهي واحدة من الأدوات في شراء الوقت، لا حل المشكلة جذريا، لكن لماذا اختاروا إلى الآن طريقين فقط أحدهما مرتبط بمأرب والآخر بتعز لفتحهما؟ ولم يبادروا بفتح طريق مرتبط بمناطق محاصرة أخرى في الساحل والجنوب مثلا؟
هناك عدة احتمالات تتعلق بأهداف الحوثيين، بعضها متعلق بتحييد خصم محدد، وبعضها متعلق بالوسيط، وبعضها متعلق بمصالحه العسكرية.
أولا ما يتعلق بتحييد خصم:
إذا ما ركزنا على مبادرتي البيضاء - مارب ، والحوبان - تعز، نستطيع القول أن الحوثيين يريدون تحييد حزب الإصلاح وحلفائه الذي يتهمونه بحكم مدينتي مارب وتعز.
واختيار مناطق نفوذ الإصلاح هنا قد يكون لعدة أسباب:
1-منها أن هناك تقاربا فيما يتعلق بالنظرة للقضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي الذي يدعي الحوثيون الحرب معه في البحر الأحمر، ويريدون كسب أصوات الشعب بالذات الإسلاميين الذين يكنون العداء لإسرائيل.
2- يبحث الحوثيون عن انتصار سريع وسهل وغير مكلف لتقليل الخسائر الداخلية المتصاعدة مع تراجع وانهيار في الجوانب المعيشية والاقتصادية والخدمية، وتصاعد الغضب الشعبي، والهروب من كلفة مفاوضات السلام خاصة ما يتعلق بدفع المرتبات، إلى حرب مع الخارج في البحر الأحمر، وهذا يجعلهم يبحثون عن آلية لخفض التصعيد مع خصم قوي لهم وهو الإصلاح، قبل اختيار مكان وزمان معركة الجائزة التي يرونها ضرورة لإعادة هيبتهم.
3-هناك محاولة من الحوثيين لتفكيك الجبهة الوطنية الداخلية واحداث تمييز وتشكيك بين الجبهات وتقطيع بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني والعمالقة والانتقالي والنخب، ودرع الوطن والمقاومة الوطنية، لذلك يحاولون أن تركز مفاوضاتهم مع طرف واحد لتشكيك بقية الأطراف.
ثانيا ما يتعلق بالوسطاء:
يبدو أن العمانيين والقطريين يريدون تخفيض التصعيد بالذات في مارب وتعز ، لأن القطريين يرون في تعز ومأرب مدينتين حليفتين للربيع العربي الذي دعموه، ومن أهم المدن التي وقفت ضد النظام السابق، وفيها تجمعات بشرية كبيرة وأي انفجار للأوضاع فيهما يعني حرب جديدة ومكلفة .
وبالنسبة للعمانيين يرون أن عودة الحرب في مارب وتعز قد تسبب خسائر كبيرة للحوثيين وتفكك بعض ما نسجته عمان من خيوط مع بعض خصوم الحوثي .
ثالثا ما يتعلق بمصالح الحوثي العسكرية:
١- قد يكون تهدئة مارب وتعز بهدف الاستعداد لإحداث انتصار في جبهات أخرى مثل الحدود أو الضالع وشبوة وأبين أو الساحل الغربي، لتخفيف الضغط الداخلي عن الحوثي .
٢- قد يكون محاولة لدفع المقاتلين في هاتين المنطقتين للتراخي أو إحداث اختراق أمني لهم، تمهيدا لمعركة مصيرية قادمة ، كون الحوثيين يرون في صافر مارب وباب المندب هدفين استراتيجيين .
وباختصار إذا ما كان هناك حسابات للحوثيين وحلفائهم من منطلق مصالحهم، ولا تتعلق بمصالح اليمنيين، فإن النتيجة ستكون متساوية، فلا حل جذري لمشكلة الطرقات كما هو الحال مع مشكلة المعتقلين .
تطل هذه الملفات كروت مؤقتة لشراء الوقت وخفض التصعيد وتنفيس الغضب الداخلي والهروب من أي التزامات قانونية دولية أو التزامات داخلية لمفاوضات السلام.
لاتنسى مشاركة: هل مصير مبادرة فتح الطرقات يشبه مصير مبادرة إطلاق المعتقلين؟ على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟