عندما يموت إعلاميونا (خسارة لا تعوض)
نعائم خالد
عندما نسمع خبر وفاة أحد الإعلاميين، نشعر وكأن جزءًا من تاريخنا وثقافتنا قد فقد. رحيل إعلامي مثل القدير عبدالله علي سلطان، الذي أثرى الساحة الإعلامية بمعلوماته وتحليلاته، يترك فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه ومتابعيه. بينما تتوالى التعازي وتُرفع الأكف بالدعاء، نتساءل: لماذا ننتظر حتى نفقدهم لنُظهر مدى تقييمنا لهم؟
كان عبدالله علي سلطان من الأسماء البارزة التي أسهمت في تشكيل الوعي العام، لكن عند مرضه، بدا وكأن المجتمع الإعلامي والجمهور قد غاب عن سمعه. لم يلتفت أحد إلى احتياجاته، رغم أنه كان دائمًا حاضرًا في حياتنا اليومية. وهذه ليست حالة فريدة، بل هي ظاهرة تتكرر مع عدد كبير من الإعلاميين القدامى الذين خدموا الوطن بجهودهم وتفانيهم.
لننظر إلى حالة الإعلامي توفيق أغا، الذي يشهد معاناة صحية خطيرة بعد سنوات من العطاء. هل سألنا أنفسنا أين هو؟ لماذا لا نسمع صوته؟ أم أننا سننتظر حتى يُفجعنا خبر وفاته لنبدأ في تقديم التعازي؟ هذه الأسئلة تعكس واقعًا محزنًا يعيشه الكثير من الأسماء اللامعة في الساحة الإعلامية.
إن ما يثير الدهشة هو كيف نكرم الإعلاميين بعد وفاتهم، بينما في حياتهم، نجد القليل من التقدير. لماذا لا نُظهر تقديرنا لهم أثناء وجودهم بيننا؟ لماذا لا نُعبر عن امتنانا لعطائهم، وندعمهم في محنهم؟ إن تكريمهم يجب أن يكون فعلًا مستمرًا، وليس مجرد كلمات تُقال عند فراقهم.
يجب أن نكون أكثر وعيًا بأهمية الإعلاميين في حياتنا. هم ليسوا مجرد مذيعين أو صحفيين، بل هم جزء من تاريخنا وثقافتنا. لذا، يجب علينا أن نمد يد العون لهم عندما يحتاجونها، ونعبر عن تقديرنا لهم بشكل يومي. علينا أن نحتفي بهم، وأن نُظهر لهم أننا نراهم، وأننا نقدر جهدهم وعملهم.
رحم الله أستاذنا عبدالله علي سلطان، ورحم جميع الإعلاميين الذين خدموا الوطن وأثروا في مجتمعاتهم. لنكن أكثر حرصًا على تقديرهم في حياتهم، ولنصنع من مجتمعنا بيئة حاضنة للإبداع والتميز. فالإعلامي هو مرآة المجتمع، ويجب علينا أن نحترم هذه المرآة ونعتني بها، قبل أن نفقدها.
لاتنسى مشاركة: عندما يموت إعلاميونا (خسارة لا تعوض) على الشبكات الاجتماعية.
المزيد من الصور حول عندما يموت إعلاميونا (خسارة لا تعوض):
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟