لن أسامح كل من تآمر على مدينتي

نعائم خالد
في مدينتي تعز، تُروى قصص الألم والمعاناة، حيث لا تزال صرخات النساء وأحزان الأطفال تتردد في الأذهان. لن أسامح كل من تآمر على مدينتي وأطلق أول رصاصة، مُمكنًا ميليشيات الإرهاب من السيطرة عليها. تلك اللحظة كانت بداية جرح عميق لم يندمل، جرح يتجدد مع كل قذيفة تسقط، ومع كل روح تُزهق بلا مبرر.
منذ بداية الحرب وحتى الآن، رأيت بعيني الطفولة تُسرق، وأحلامًا تتبخر وسط الدمار. كل طفل فقد عائلته أو شهد فظائع الحرب هو شهادة على الفشل الإنساني. لا يمكن أن تُبرر أي أيديولوجية أو صراع سياسي هذا النزيف المستمر. إن معاناة النساء اللواتي فقدن أزواجهن، والأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، والآباء الذين ودعوا بناتهم، تُمثل مأساة إنسانية لا يمكن تحملها.
لا أستطيع أن أقبل فكرة التوبة أو العودة إلى الرشد من أولئك الذين ساهموا في هذا الدمار. أين كان عقله حين كانت الطلقات تُطلق والدماء تُراق؟ لا يمكن أن نعتبرهم مجبرين، فالخيارات كانت متاحة أمامهم، وقد اختاروا الطريق الذي أدّى إلى الفوضى والخراب. والآن، بعد كل ما حدث، يعودون وكأن شيئًا لم يكن، وهذا ما يثير غضبي وألمي.
إن دماء الشهداء الذين قاوموا الظلم لم تكن مباحة لهم. لقد واجهوا الموت بشجاعة، وسقطوا وهم يدافعون عن كرامتهم وكرامة مدينتهم. كيف يمكن أن نغفر لمن ساهم في قتلهم؟ كيف يمكننا أن نتجاهل آلام من فقدوا أحباءهم، ونقبل بالعودة إلى ما يُسمى "الطبيعي" مع أولئك الذين كانوا جزءًا من المأساة؟
يا وجعي على مدينتي، وعلى من تقبلهم اليوم. تعز تستحق العدالة، وتستحق أن تُحترم ذكريات الشهداء وأن يُرد اعتبارهم. يجب أن نتذكر أن السلام لا يُبنى على دماء الأبرياء، بل على الاعتراف بالحقائق المرة والاعتذار عن الأخطاء. لن نسامح ولن ننسى، وسنظل نطالب بحقوقنا وحق شهدائنا في العيش بكرامة.
في النهاية، يجب أن تبقى هذه الكلمات دافعة لنا جميعًا للعمل من أجل مستقبل أفضل، مستقبل يتجنب تكرار هذه المآسي، ويعزز قيم الإنسانية والمصالحة الحقيقية. تعز، رغم كل الألم، ستظل رمزًا للصمود والكرامة.
لاتنسى مشاركة: لن أسامح كل من تآمر على مدينتي على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟