مبادرة الوايتات المائية: تألّق رئيس مجلس النواب في "إدارة" الأزمات

نعائم خالد
في زمن تتحول فيه الأزمات إلى مسرح للخيال اللامحدود، لم تعد الحلول التقليدية ترقى لإرضاء المُتفرجين. فبدلاً من الأمطار المنقذة، نحصل على مبادرات تبث روح الإبداع عبر "وايتات المياه" التي تُبرز براعة بعض المسؤولين في التعامل مع المشاكل بأسلوب يشبه الخدع البصرية – أو هكذا يُروّج لهم!
سلطان البركاني، نجم مجلس النواب، قرر أن يُخلّد اسمه في سجلات أزمة المياه بتعز، لكن ليس عبر حلول واقعية؛ بل عبر ترك بصمته على زجاج سيارات الوايتات. تخيّلوا المشهد: بينما يتألم السكان من جفافٍ خانق، يُحول توزيع المياه بواسطة صهاريج العرض إلى مهرجان يشبه حفلة زفاف—عرضٌ مسرحيّ لا يخلو من سخريّة الواقع!
لقد عايشتُ تلك الوايتات التي تجوب الشوارع كأنها موكب احتفالي فاخر، فيما يظلّ العطش رفيق كل متردد ينتظر القطرة التي يوحى لها بالسحر. هل من الممكن أن يكفي يوم واحد من "الشرب" لإنهاء معاناة أهل المدينة؟ يبدو الأمر كأنه خدعة بصرية تُختصر فيها الجدية في باقة شعارات باهرة وأسعار مياه ترتفع أسرع من أمنيات الأطفال!
ومن المؤمل أن تُحلّ أكبر الأزمات بمبادرات تُشبه حكايات الحلم والخيال، حيث تُعلن العناوين الكبرى عن حلول تبدو وكأنها مأخوذة من عالم المصاصات والكاكاو. فبينما تُرصّ الكلمات العالية على جدران الإعلانات، يبقى الواقع قائماً بمبادرات جاهزة للتلاشي مع أول قطرة ماء.
إنه لمن الأجدى، ربما، أن نحترم عقول الناس كما ينبغي وأن نُعيد النظر في تلك المناصب التي تُمنح دون حساب، وكأنها مفاتيح سحرية يمتلكها قلة مختارة فقط. لكن الحقيقة المرّة أن المسؤولين بحاجة لتعلم فنون الإدارة الحقيقية بدلاً من الاعتماد على أفكار تطير في الهواء وتتناثر كالهدايا في حفلات العيد.
فلنأمل أن يأتي يوم نرى فيه حلولاً واقعية تُعالج الأزمة جذرياً، لا مجرد عروض وهمية تُحاكي البهجة في وسط عطش مدقع. لأن الماء، كما نعلم جميعاً، هو سر الحياة، ولا يُمكن أن يُستبدل بمبادرات تُشبه مهرجاناً تنظمه أفكار الهزل!
.
لاتنسى مشاركة: مبادرة الوايتات المائية: تألّق رئيس مجلس النواب في "إدارة" الأزمات على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟